×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

(الارائتيون الجدد)


الارائتيون الجدد


(الارائتيون) مصطلح لربما عبّدته الالسن لوكاً في كثير من كتب تواريخ الفقه و لربما أطلق هذا اللفظ قريبا أو بعيدا بإزاء بعض اصحاب المذاهب لطول تشطير المسائل و فرض التفاريع الموهومة وكل هذا أخدا من (أرأيت إن..).
إلا أن الواقع اليوم يختلف كثيرا عن ذلك الذي كان عليه الحال بالامس و لا غرو؛ فأرائتيو اليوم ما كانوا و لن يكونوا كنظرائهم بالامس...
ولا غضاضة فبالامس تلاميذ سائلون و غدو أشياخ شيوخ اليوم بـ ( أرى، و اشوف ، و وجهة نظري ، و في تصوري ، وعندي) .
و لك أن تهتبل شجاج النتاج المهول المر الذي جناه الفقه و أربابه اليوم جراء اتساع دائرة فشو القلم و ضيق مواز محاذ لدائرة الورع و انقباض عملي للتخصص مع مراس تنظيري و تنظيري فقط لتحكيم التخصصات ؛ كل هذا ولّد لدى الجيل زهوقا مروعا لروح التتلمذ و بناء خلِقا لزبزبة مبكرة و تحصرما مزعوما إن طُولب بالحصرمة.
و أيا كان الحال فأن إرتفاع عكيرة الرأي المحظ و الدعاوى بغير دليل لم تعد حكراً على الافتئات ابتداءً بل تعدت ذلك كله إلى تحكيم الاجتهادات و قسم الاحتمالات و فرض الفروض بل والتشهي في التخير بين الأقوال _ لا للتقليد للأيسرعلى قول من جوز التشهي فيه_ بل " لأنه الاظهر دليلا ً" كذا زعموا.
و ليت شعري بأي المثاقيل زانوه دعك عن كونهم وزنوه و بأي القوانين حكموا..!!
كما أن ظهور طلبة نجباء من رواد مدرسة الرأي الصرف اليوم ممن لم يمتلك الآلة و لم يعرف للجادة طريقا ولا للتعلم السابق مسلكاً أضحى أمراً مألوفا في المجالس و النوادي و مجامع الناس ، كل هذا و الحديث مع صلاح النية و حسن القصد _على فرضه_ دعك ممن فسدت نيته فإن أمثال هؤلاء الحديث معهم فوق هذا بكثير ؛ حديثٌ في الاصول _ العقائد_ لا في مجرد تفاريع الفقه.
و مهما يكن فإن صلاح المقصد و حسن السريرة و انقداح الذهن و رصيد الفطرة المُدّعى لا يكفي على التحقيق لتوجيه النصوص و استخراج الفروع تحقيقا و تنقيحا و تخريجا لمناط أصولها و لو كان الامر كما زُعِم لكان الجميع سادات و أشرافا بيد أن دعوى القوة و الضعف و الصحة و الخطأ صنعة أرباب الشأو و رحى لا يحسن طحن دقيقها الا يد ممارس.

بقلم
علي بن محمد الشهري
أكاديمي و كاتب سعودي
 0  0  7827