×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

بناتنا والإهمال ..!

أ. منى الشهري
بواسطة : أ. منى الشهري
بناتنا والإهمال ..

هناك بين قضبان دار رعاية الفتاة تقطن الفتيات المراهقات والمتهمات بجريمة هروب من منزل العائلة، أو خروج مع شاب بعيداً عن الأضواء ..
بينما يتمتع المجرم الحقيقي بالحياة خارج قضبان السجن ..؟
ويبدأ بالتشكي ، لاستدرار عطف الآخرين ..
وربما تزداد وقاحته ليقول بأن ابنته مظلومة فيما نسب لها ..
ليغطي فضيحته ..!
ونسي وتناسى بأن الله يرى ..
ألم يعلم بأن الله يرى ..؟
من المذنب ، ومن المجرم الحقيقي وراء ضياع الفتيات ..؟
ويقولون وبكل وقاحة نكست رؤوسنا ، ويشاركهم الأهل والجيران في مواساتهم بقولهم نكست رأس أهلها ..!
ويبدأ النواح والتعداد في فضائل الأهل وكرمهم وطيبهم ..
عفواً أيها السادة لو عاشت الفتاة بتلك الأجواء لما فعلت ما فعلته ..؟
كم أم في زمننا هذا علمت أبنتها الطبخ ، والغسيل ، والكي وأعمال المنزل ..؟
كم أم جلست مع أبنتها لتعطيها دروساً في أهمية الشرف والمحافظة عليه والسمعة وماهيتها بالنسبة لكونها فتاة ..
كم أم وكم أب أغدقوا الحنان قبل المال والشفقة قبل العطاء ..؟

أين كان أهلها عندما قامت بكل ما قامت به ..؟
متى تعرفت ..؟
متى واعدت ..؟
متى خرجت ، ومع من ..؟
وكيف وصلت لكل هذا ..؟
كم من المدة قضتها الفتاة ما بين تعرف وخوف وقلق ثم تجرأ ثم تحلل ثم اندفاع ثم جريمة وعار ..
وأين كانوا الأهل طيلة تلك المدة ..؟
في يد كل مراهقة جوال ، وجهاز كمبيوتر ، وصديقات مجهولات الهوية تقوم بزيارتهن بمفردها ..؟!
كل هذا والأهل في سبات ..
وبعد أن تقع المصيبة يبدأ في التبرؤ ، والتنصل ، والتخلي ..
ويا ليت إلي جرى ما كان ..!
أ لآن تقولون يا ليت إلي جرى ما كان ..
أين كنت قبل أن تصل إلى ما جرى ..؟

من أعطاك الحق لتعطيها جوالاً ..؟
من أعطاك الحق لتترك بيدها جهاز الدمار ( النت ) ..؟
من أعطاك الحق لتغفل عينيك عن مراقبتها ، وقلبك عن القرب منها ، ونفسك عن مصادقتها ..؟
في استفتاء مطروح للشباب عن الفتيات والوقوع في الخطأ وتصديق الشباب أسبابه ودوافعه ..؟
أجاب أحدهم الفتاة البدوية حمقاء ، بينما الحضرية أشد حرصاً ..! وذكاءاً ..
فسألت من البدوية ؟ ومن الحضرية .. ؟
فأجابني ..
البدوية هي التي من أصول سعودية ..(قبلية)
أما الحضرية فهي السعودية التي لا تنتمي لأصول سعودية ( غير قبلية )
مما أثار فضولي لأعرف منطقه من أين أتى به ..؟ وعلى أي أساسٍ بناه ..؟
فقال ..
البدوية عندما نتعرف عليها .. نجد الغالبية العظمى تحتاج للحنان والعطف ومن السهل أن تنقاد لأي طلب يطلب منها كي ترضيك وتحافظ عليك ..
بالإضافة لأن أوقات فراغها كبيرة جداً مستعدة على أن تقضيها بقربك على (الماسنجر) أو الهاتف ..
دون أن يقطعها أحد ، أو أن تخشى أن يدخل عليها أحد ..؟
بالإضافة لأنها تشتكي سوء المعاملة والخوف والقلق من أفراد أسرتها ومع هذا تغامر في سبيل لحظة سعادة كاذبة ..
بينما الحضرية تأخذ منك ما تريد شحن أو هدية أو ...الخ دون أن تنصاع لأي طلب تطلبه منها كخروج ومقابلة ... الخ ما يطلبه الشباب من البنات ..

بالإضافة لأنها تقضي معظم وقتها برفقة أسرتها لزيارة الأهل والأقارب أو الفسحة ونادراً ما تراها فحياتها مليئة بالحب والحنان والعطف ..
تستأذن منك لتترك وتذهب وتجلس مع والدها أو والدتها ، وتتكلم عن حبها لهم كثيراً ..

هذه وجهة نظر بعض الشباب ، ولن أقول بأنها صحيحة ولن أقول بأنها خاطئة ولكن ربما هي .. تحمل جانب كبير من الصحة ..
أيها السادة هل هذه هي الحقيقة ..؟
أم أنها جزء منها ..؟
لا أعلم ..؟
ولكن كل ما أعلمه أنني أتمنى أن نكون أصحاب حضارة .. لنحافظ على فتياتنا من الضياع ..؟

لا تجعلوهم يفتقدون للحنان والحب والأمان ..؟
حتى لا ينتهي بهن الأمر للسجون ، وبتنكيس الرؤوس ..


بقلم
أ.منى الشهري
بواسطة : أ. منى الشهري
 0  0  8091