×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

كيف نتفادى الخلافات العائلية؟

ابو فراج
بواسطة : ابو فراج



كيف نتفادى الخلافات العائلية

كثيرا ما نكون نحن المسؤولين عن تلك الخلافات الهدامة فلو دخلنا أعماق نفوسنا لوجدنا الطريق إلى استئصال بواعث كل خلاف.

ولعلنا جميعاً سمعنا مثل تلك الأقوال أن الشجارات السليمة تنعش العلاقات العائلية , يتشاجر إفراد الأسرة بهدف تنقية الجو العائلي ليست الشجارات سوى أمر طبيعي "العتاب صابون القلوب " ومع ذلك يفوتنا دائما أن نلاحظ أن كل شجار يحدث في أطار العائلة يثير شعوراً بالتعاسة فلا بد أذا من الاعتراض على الفكرة الخاطئة في أن التشاجر هو تصرف متأصل في الإنسان ومرغوب في العلاقات بين البشر.
والواقع أن الانفعالات المتأججة تسئ إلى الأطراف المعنية كلها فتؤدي إلى قطع حبل التفاهم وتوسيع الشق بينها , فضلا عن الأذى الصحي الذي تلحقه بها مثل ارتفاع ضغط الدم والصداع والأرق , فإذا رغبت في تجنب مشاهد العراك في أسرتك , فلا بد من أن تنبذ الفكرة القائلة بان الشجار أمر طبيعي ملازم للحياة.
وعلى رغم اقتناعك بان التشاجر لن يأتيك بأي فائدة ألا انك لا تحجم عنه فعلا فلو لم يكن لديك استعداد لما تعددت أنماط الشجار في علاقاتك ولكن من المهم أن تعلم أن مثل هذه العمليات تؤدي غالباً على نقيض غايتها فأسال نفسك ماذا يفيدني الانغماس في هذه الشجارات القديمة المتكررة ؟ وإذا أخلصت في الجواب , فقد تنتهي إلى واحداً أو أكثر من الاستنتاجات الآتية .
ربما شعرت بالأسى لأنك لا تجد من يفهمك
إذا حاولت أن تجعل من حادث عابر شجاراً حامياً فقد ترغم الآخرين على أن يفعلوا ما تريده .
قد تحاول أن تتهرب من مسؤوليتك عندما تشتبك في شجار تمتلئ نفسك بعده غيظاً أن الشجار هنا يحل محل التعيير الذي تنشده .
ربما أحسست بأنك صاحب حق عندما تدخل شجاراً تعمد بعده إلى التشكي إلى شخص ما من سلوك إفراد أسرتك المتهور .
ويجدر بك أن تلاحظ أن اشتراكك في أي شجار عائلي يعني إقدامك عليه بملئ إرادتك لكنك ما ان تعتبر الشجار أمرا اختيارياً حتى تكون قد خطوت الخطوة الأولى نحو تغيير سلوكك.
وإذا شئت حقاً القضاء على النزعة إلى التشاجر سواء في حياتك الشخصية أو في حياتك العائلية , فلا بد لك من العدول عن بعض العادات القديمة واليك بعض المبادئ التي يمكنك الاسترشاد بها.
تدور معظم المشاحنات حول فكرة خاطئة مؤداها لو انك أكثر شبهاً بي لما تملكني الغضب لكن الأشخاص الذين تمتلئ بهم حياتك , من زوجة وأطفال ووالدين وأصدقاء , لا يسعهم أن يكونوا كما تريديهم أنت تماماً وعندما تغضب من شخص فأنت في الحقيقة تطالبه بان يتصرف بالطريقة التي تريدها فلو استطعت التخلص من مثل هذه الاعتبارات لوجدت انك تخلصت , في الوقت نفسه من مشاحنات كثيرة .
أن المعاملة التي تلقاها من الآخرين هي تلك التي علمتهم إتباعها وبدلا من أن تلومهم على تصرفاتهم السيئة نحوك , عليك أن تسال نفسك " كيف عودتهم على ذلك ؟ واعقد العزم على تجنب المبادرات التي تقود الآخرين إلى معاملتك بطريقة تؤدي , في ما بعد إلى التشاحن .
أن الناس أهم من الأشياء وليس هناك شئ يستحق الشجار فمن الأفضل ألا تؤنب طفلك بعنف وعصبية لأنه اتلف شيئا من غير قصد , كان يكسر مصباحاً في غرفة الجلوس بل اكتف بان تنهاه عن اللعب في الغرفة بعد ذلك .
من المتعذر أن تجد شخصاً يفهمك طوال الوقت فكل منا كائن فريد , وهذا يعني انه ما من احد يستطيع أن يفهمك على الدوام لان ذلك يتطلب منه أولا أن يصبح هو أنت وبمجرد أن تستقر ذلك في وعيك ستتمكن من تجنب جميع المشاحنات الناشئة عن منطق أنت لا تفهمني .
تلك هي المبادئ ولكن ما هي التصرفات العينية التي يمكنك إتباعها كي تتجنب تكرر المشاحنات ؟ إليك النصائح الآتية :
1- كف عن تحميل نفسك مسؤولية سلوك كل شخص آخر أذا أهمل أطفالك تنظيف غرفهم , فأغلق الأبواب , واجعل لسعادتك مكان الأولوية في حياتك بدلا من أن تبحث عن أسباب الانزعاج والإثارة
2- عندما يحاول الآخرون استدراجك إلى الجدل , لا تستخدم الجمل التي تبدأ بكلمة " أنا " قل مثلا أنت في الحقيقة منزعج لأني لم افعل ما تريده بدلا من أن تقول " أنا لم أكن ملزما بأن افعل ذلك " وإذا ثار الآخرون , فتذكر أن ثورتهم أمر يعينهم هم , وليس هناك ما يدعوك إلى مشاركتهم.
3- لا تحاول أن تعادل دائماً بين تصرف الآخرين وكرامتك الشخصية , وإذا حصل أطفالك على درجات سيئة في المدرسة , فانظر إلى ذلك على انه أمر يعنيهم هم , وحاول أن تفهمهم انه يتعين عليهم أن يتحملوا نتائجه وتجنب أن يكون سلوكهم هذا مصدراً لامتعاضك.
4- غادر الغرفة بمجرد أن تدرك استحالة إقناع احد إفراد الأسرة بسلامة حجتك ,فمن الأسهل لك أن تخلي المكان وتتيح للشخص الآخر أن يلقي في العزلة شيئاً من كرامته الشخصية ,وكثيراً ما تكون إتاحة الانفراد لكل من الأطراف المعنية كافية , في ذاتها لتفادي التشاحن قبل اندلاعه .
5- اتخذ لنفسك سلوكاً عملياً فعالا بدلا من الانغماس في المحاورات التافهة التي لا تنتهي فإذا تحدث ابنك الصغير بصفاقة . فانه انك تأبي الاستماع إلى مثل هذا الحديث ثم أعقب ذلك بتصرف حاسم , كأن ترفض مصاحبته في سيارتك إلى الحفلة التي يقيمها اصدقاؤة فإذا تشكي من ذلك , فذكره في هدوء بأنك لا تهتم بتأدية الخدمات إلى الأشخاص القليلي الاحترام نحو الآخرين .
6- احرص على إثارة المناقشات في الأوقات التي تخلو من أسباب القلق, فإذا وصل طفلك متأخرا إلى مائدة العشاء فلا تصرخ في وجهه ولكن حدثه عن الأمر في ساعة أكثر هدوءاً لئلاً تضطره إلى اتخاذ موقف دفاعي .
7- عندما يبدي شخص آخر مشاعر سلبية آو عدائية نحوك , فعلمه أن حياتك غير موقوفة على سلوكه
8- اجتهد في تأجيل انفجار غضبك وعندما تشعر بالسخط , اضبط مشاعرك نحو دقيقة , واقنع نفسك بان تصرف الشخص الآخر ليس سبباً كافياً لأثارتك , وسيتيح لك هذا التأجيل وقتاً تقرر فيه ما أذا كنت تريد الشجار فعلا ً .
9- عندما توشك على التورط في المشاحنات , حاول أن تقارب خصمك ما أمكن فسوف ترى كم يصعب عليك أن تستمر في غضبك وأنت على ملمس منه وبعد أن تهدأ أعصابك , يصبح في وسعك أن تعبر له عن أسباب انزعاجك .
10- تذكر دائماً أن ما يقتنع به الآخرون لا يتوافق , بالضرورة , مع اقتناعاتك فإذا قال زوج لزوجته أنها غبية حقاً ما لم تبرهن هي أن راية فيها يتفوق على رأيها في نفسها وإذا تعلمت الزوجة أن تتجاهل هذا النوع من الأحكام , لوجدت بعد حين أن زوجها انقطع عن إبداء مثل تلك الملاحظات الفظة التي لم تعد تفضي إلى النتائج التي كان ينشدها .
ولا شك في أمكان القضاء على جميع المشاحنات التي تقوم بين أفراد الأسرة الواحدة , او بين الأصهار والأصدقاء اذا تتبعنا سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وما ورد في الاحاديث النبوية الشريفة فيما يخص الاسرة والمجتمع وقبل ذلك وبعده ما ورد في القران الكريم وتتبع اقوال السلف الصالح وسيرة الصالحين ولااستطيع ان اورد كل ما ورد فيها من الناحية الدينية كون ذلك يحتاج الى صفحات وصفحات ولكن بايجاز بسيط اذا اردت الاشارة, كما لاننسى بعض ما قاله الفلاسفة والشعراء في الغرب كذلك ومن ذلك الكلمات الحكيمة للشاعر الأمريكي روبرت فروست : نحب ما نحب لذاته ولن يمكنك التصرف حسب هذا التعرف للحب ما لم تكف عن التوقع من الآخرين ما تشتهيه أنت وما لم تتقبلهم كما هم وعندما تطبق هذا المفهوم على علاقاتك الخاصة فلن تلبث تلك المشاحنات أن تتقلص كلها وتزول
.

بقلم / محمد بن فراج الشهري ..

alfrrajmf@hotmail.com
بواسطة : ابو فراج
 0  0  2752