×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

د. أبو عرَّاد في مُرافعاتٍ على مقولات الشهر(3ـ3)

د. أبو عرَّاد في مُرافعاتٍ على مقولات الشهر
سجلها : محمد عداوي (3- 3)


المظاهرات مُجرد تنفيس عن المشاعر وتفاعلات آنية لا يعقبها فعل كبير ونافع ، ونجاح أوباما غير مُمكن نظرًا لوجود إدارة أمريكية تُسير وفق مُرادات وخطط لن يستطيع أن يتجاوزها أوباما ولا سواه . وعبارات كُتابنا أصبحت مُفخخةً بكلمات الحرب والتصدي بدلاً من التصحيح والتهذيب لأنها تعكس الحالة النفسية التي أصبحنا فيها وأننا في حالة تنمُّر . وفي وسط العناء نخشى أن يمتد الشر إلى آخر معاقلنا \" الأُسرة \" فيحل بها مخايل الجفاء الأُسري المُشاهد .
بهذه القناعات تقدَّم الدكتور صالح بن علي أبو عرَّاد الشهري( عميد كلية المعلمين السابق في أبها ، وأستاذ التربية الإسلامية المُشارك بجامعة الملك خالد في أبها ، والكاتب والباحث التربوي ) في تعليقاته على بعض المقولات التي سادت في الأيام الماضية . فإلى مُرافعات الدكتور الشهري :


( 10 ) ونحن في مُجمل الأحوال نسير في اتجاهٍ مُعاكسٍ لكل ما هو راسخٌ في العقول رسوخ الجبال .
كاتبٌ حداثي .


لا شك عند كل ذي عقل رشيد ومنطقٍ سديد أن أهل الحداثة وما بعد الحداثة يسيرون في الاتجاه المُعاكس لكل الثوابت الراسخة والمبادئ الخالدة ، فهم يسعون - بزعمهم - إلى تحرير العقل من هيمنة الثوابت الراسخة أي ثوابت الدين ، وإطلاقه بالكُلية من كل الضوابط الشرعية الإلهية التي تضمن له سلامة التوجه وخيرية العطاء ، بل إنهم وصلوا في غيهم وضلالهم إلى رفض كل مُعطيات العقلية العلمية التي يشهد لها الواقع وتثبتها التجارب البشرية ، وهم في النهاية يُجمعون على ضرورة إيجاد تصورٍ جديدٍ للكون والحياة والإنسان والمجتمع تحكمه الأهواء والشهوات والنزوات ، دونما خضوعٍ لتعاليم الدين وشريعته وتوجيهاته وآدابه

(11) الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء اقتلوا للهلاك .
حزقيال 9 .


هذا نصٌ واحدٌ من عشرات النصوص الواضحة والصريحة التي تشتمل عليها ما يُعرف بالكتب المقدسة عند اليهود ، والتي تُسمى أسفارًا ، وهي في مجموعها تدعو إلى أبشع صور الإرهاب ومعانيه ، وتحث على سفك الدماء البريئة المعصومة ، حتى أن هذا السفر المُسمى بسفر حزقيال في نصٍ آخر يُسمي مدينة أورشليم القدس والتي يعُدها اليهود مركز دولتهم ( مدينة الدماء ) . وليس مستغربًا أن نجد في الطبعات المُستقبلية بعض الإضافات كالجرحى والمعاقين والحيوانات والطيور ونحو ذلك من الكائنات الأُخرى .


(12) السباق المحموم بين الفضائيات وراء الفتاوى الشاذة .
أمين عام مجمع الفقه الإسلامي .


ليس المهم أن نعلم أن هناك سباقًا فقد تطور ليُصبح مارثونًا ، ولكن المهم أن نعرف الأسباب التي دعت إلى ذلك السباق ( المحموم ) ، والتي منها : أن الناس في كل مكان ولاسيما العوام في حاجةٍ ماسةٍ إلى معرفة أمور دينهم ودنياهم بدليل إقبالهم المُتزايد على تلك القنوات التي تُقدِّم الفتاوى لمُشاهديها فهم مُقبلون عليها لحاجتهم إلى معرفة ما ينقصهم . ومنها أن فئةً كبيرةً من الناس لا يعرفون عمن يأخذون الفتوى ، فهم لجهلهم وعدم وعيهم يسألون كل من يتصدى لذلك الشأن متى أتيحت لهم الفرصة . ومنها القصور الواضح والشديد في توافر الوسائل والإمكانات التي يمكن أن يتواصل من خلالها أهل الفتوى مع الناس ولاسيما العوام منهم ، ومنها أن بعض القنوات وجدت هذا المسلك فرصةً للمكاسب المادية والدعائية وإن كانت على حساب الدين ؛ إذ إنه لا رقيب ولا حسيب ولاسيما في زمن الانفتاح والعولمة الذي تسقُط فيه كل الاعتبارات والمبادئ والقيم مقابل السعي الحثيث لتحقيق مبدأ الإثارة الإعلامية بأي شكلٍ وبأي صورة كانت .


(13) الهلال إذا ثبتت رؤيته في الشرق ثبتت في البلاد الواقعة غربًا .
د . سعود الثبيتي / باحث شرعي .


العجيب أن تظل مسألة رؤية الهلال في مجتمعنا الإسلامي مُعلقة وقائمة في كل مناسبة ، وكأن من المستحيل أن يكون لها حلٌ حاسمٌ وجازم ، في حين أنها لا تخرج عن كونها ( رؤية ) سواءً أكانت بالعين المجردة ، أو باستخدام وسيلةٍ ما ، فالهدف النهائي يتمثل في الرؤية التي لم يُشترط لها أن تكون بالعين المجرّدة والتي يمكن أن تكون بأي وسيلةً أُخرى


(14) إلزام الأطفال بحفظ القرآن والضغط عليهم من أجل ذلك أمرٌ يستحق الدراسة إذ ليس محمودًا دائمًا .
د / أحمد الزهراني / باحث شرعي .


قولٌ صحيحٌ ، ورأيٌ سديد ، وطرح تربويٌ جريء ، والتفصيل فيه يطول ، ولاسيما أننا بهذا الإلزام غير الصحيح وغير المدروس نُعاني إلى حدٍ ما من سلبيتين كبيرتين ، هما :
( 1 ) أن كثيرًا من التلاميذ والطلاب في مدارسنا قد نفروا من حفظ كتاب الله لسوء الطريقة المتبعة في تحفيظه ، بل إنه أصبح همًا كبيرًا للطلاب وأُسرهم بسبب ذلك الإلزام المنهجي غير الصحيح ، ولاسيما أن هناك فروقًا فرديةً بين الناس في مسألة القدرة على الحفظ ، ولا يُمكن أن يكون لدى جميع الطلاب نفس القدرة على ذلك .( 2 ) أننا خالفنا في هذا الشأن ما كان عليه سلفُنا الصالح من منهجيةٍ تربويةٍ صحيحةٍ ورائعةٍ لتحفيظ القرآن للأطفال ، فلم يكن سلفنا يُحفِّظون أطفالهم القرآن الكريم إلا بعد أن يجيدون تعلم القراءة والكتابة ( وهو ما لا يمكن أن يتحقق في نظامنا التعليمي المُعاصر إلا بعد إتمام الصف الثالث الابتدائي ) ، وعندها يبدأون في تحفيظهم القرآن الكريم على وجهٍ صحيحٍ ، ويا ليت الجهات المعنية بهذا الشأن تعي وتسمع فما نحن إلا ناصحون .


هذه المرافعات نشرت في مجلة الرابطة الصادرة عن رابطة العالم الإسلامي
كتبها د.صالح بن علي أبو عراد الشهري
أستاذ التربية الإسلامية المشارك بجامعة الملك خالد في أبها
كاتب وباحث تربوي
 0  0  2948