المجهولون خطرٌ يهددنا
المجهولون خطرٌ يهددنا
تظل بلاد الحرمين الشريفين مطمعا للوافدين سواءً كانوا نظاميين أو مخالفين، لما تتميز به بلادنا ـ حرسها الله ـ من مكانة دينية وسياسية واقتصادية، إضافة إلى ما تنعم به المملكة من الأمن والأمان والاطمئنان ـ ولله الحمد والفضل والمنة ـ كل هذه العوامل وغيرها جعلتها خيارا مهما لطالبي العمل من جميع الجنسيات.
وحديثنا هنا ليس عن الصنفين من العمالة (النظامية وغير النظامية) إنما على الصنف الثاني فقط، غير النظامية أو "المجهولة" التي تتسلل إلى البلاد بطرق غير مشروعة، كونها هي التي تؤرقنا جميعا، فهؤلاء المجهولون المتسللون خطر يهددنا وشرٌ يجب اجتثاثه.
الحقيقة أنني سبق وطرحت هذا الموضوع في مكانٍ آخر، إلا أن التقرير المميز الذي طالعنا به موقع تنومة عن هذه العمالة وكيفية دخولها لبلادنا وأماكن سكنها والخطر المحدق بنا منها جعلني أعاود طرح هذا الموضوع المهم مرة أخرى.
الواقع المر أن المناطق الجنوبية من وطننا أصبحت مرتعا لهؤلاء المخالفين، ممن ضربوا بأنظمة وقوانين البلد عرض الحائط، بل إن الأدهى من ذلك أنهم أصبحوا يعيثون في الأرض فسادا عن طريق ترويج المخدرات وصنع المسكرات مع ما فيهما من تدميرٍ لشباب الوطن وانحراف أبنائه، إضافة إلى القتل والاغتصاب والشواهد كثيرة وقرأنا وسمعنا ما يكفي.
مشكلتنا كشعب أننا عاطفيون إلى أبعد الحدود، فنتعاطف حتى مع من قد يضرنا، وهذه العمالة خير مثال، فالتستر عليهم وإيوائهم كمن يربي أفعى سامة داخل منزله فهل ينشد الأمن والراحة له ولعائلته بوجودها بينهم؟
لنكن صادقين مع أنفسنا إذا ما أردنا أن نوجد حل لهذه المشكلة، التي أرى من وجهة نظر شخصية أنها ليست في هؤلاء، المشكلة الحقيقة تكمن في طرفين: الطرف الأول المواطنين فلو وجدت هذه العمالة منا القوة والحزم والنبذ والتعاون مع الجهات الأمنية فإنني متأكد أنها لن تتواجد بتلك الأعداد التي تزداد يوما بعد آخر، وربما لن نجدها إطلاقا، لكن بما أن هناك من يؤويهم ويشغلهم لأنهم يرضون بالقليل، صمتنا تجاه من يتخذون من الجبال والكهوف سكنا لهم فلا تستغربوا مستقبلا لو طالبوا الأهالي مستقبلاً بمغادرة منازلهم ليخلو لهم المكان.
الطرف الثاني الضعف في بعض المراكز الأمنية المنتشرة في المناطق الجنوبية، فعند قيام بعض المواطنين بالشكوى والتذمر من هذه العمالة يقوم المركز بإرسال فردين مستقلين سيارة رسمية عبارة عن جيب "بالكاد يتحرك"، ثم إن ترجل عنه رجلا الأمن قد تجد أحدهما في سنوات عمله الأخيرة، أي على وشك التقاعد "يالله حسن الخاتمة"، والآخر وزنه الزائد لا يسمح له بالجري مسافة 500 متر، فكيف يتم القبض على هذه العمالة؟
إن مصلحة الوطن وأمنه واستقراره يحتم علينا أن نتعاون مع بعضنا البعض للقضاء على هذا الوباء قبل حدوث ما لا تحمد عقباه، وهذا ما اعتدنا عليه بكل أسف حينما لا نتحرك وكذلك الجهات ذات الاختصاص إلا بعد وقوع الفأس في الرأس.
ومع ما تشهده بعض دول الجوار هذه الأيام من مشاكل واضطرابات سياسية فإن ذلك يعني أننا سنشهد كما في السابق لكن هذه المرة بأعداد مضاعفة توافد ونزوح الكثير عبر الجبال والمناطق الوعرة، لذلك فإن الواجب على المواطنين التعاون مع الجهات المختصة وأن يكونوا عينا ساهرة، فالمواطن كما يردد دائما مسؤول الأمن الأول الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ـ وفقه الله ـ هو رجل الأمن الأول، فمتى ما استشعرنا جميعا أهمية أن يكون كل فردٍ منا هو عين المسؤول وعين رجل الأمن ويسهم في الإبلاغ عن أي متخلف أو مخالف كان ذلك أدعى لقلة توافد أعداد هؤلاء المخالفين، خصوصا مع استغلال هؤلاء الوافدين ـ كما ذكرنا سابقا ـ لطبيعة المناطق الجنوبية الجبلية وتنقلهم عن طريقها بسهولة، فلنكن كما أرادت حكومتنا حريصين على أمن واطمئنان بلادنا الغالية، فـ "وطنٌ لا نحميه لا نستحق العيش فيه".
رسائل وطنية مهمة:
الأولى: إلى كل أبناء الوطن (كبارا وصغارا رجالا ونساء) لتتظافر جهودنا ولنتكاتف وليكن همنا مشترك من أجل استمرار وطننا بأمنه واستقراره ورخائه.
الثانية: إلى وسائل الإعلام المختلفة (المرئية، المسموعة، المقروءة) بأن تضطلع بدورها وتكثف جهودها ولتكن عينا ثالثة تساند رجال الأمن والمواطنين في الحفاظ على أمن وطننا.
الثالثة: إلى رجال الأمن، خصوصا إدارة الجوازات وكافة الجهات ذات العلاقة، بأن يتم تسيير حملات مكثفة إلى المناطق والجبال والمراكز التي يكثر تواجد هذه العمالة المجهولة فيها وفي أوقات متفرقة حتى يتم القبض عليها وتضييق الخناق كي يُقضى عليها.
وحديثنا هنا ليس عن الصنفين من العمالة (النظامية وغير النظامية) إنما على الصنف الثاني فقط، غير النظامية أو "المجهولة" التي تتسلل إلى البلاد بطرق غير مشروعة، كونها هي التي تؤرقنا جميعا، فهؤلاء المجهولون المتسللون خطر يهددنا وشرٌ يجب اجتثاثه.
الحقيقة أنني سبق وطرحت هذا الموضوع في مكانٍ آخر، إلا أن التقرير المميز الذي طالعنا به موقع تنومة عن هذه العمالة وكيفية دخولها لبلادنا وأماكن سكنها والخطر المحدق بنا منها جعلني أعاود طرح هذا الموضوع المهم مرة أخرى.
الواقع المر أن المناطق الجنوبية من وطننا أصبحت مرتعا لهؤلاء المخالفين، ممن ضربوا بأنظمة وقوانين البلد عرض الحائط، بل إن الأدهى من ذلك أنهم أصبحوا يعيثون في الأرض فسادا عن طريق ترويج المخدرات وصنع المسكرات مع ما فيهما من تدميرٍ لشباب الوطن وانحراف أبنائه، إضافة إلى القتل والاغتصاب والشواهد كثيرة وقرأنا وسمعنا ما يكفي.
مشكلتنا كشعب أننا عاطفيون إلى أبعد الحدود، فنتعاطف حتى مع من قد يضرنا، وهذه العمالة خير مثال، فالتستر عليهم وإيوائهم كمن يربي أفعى سامة داخل منزله فهل ينشد الأمن والراحة له ولعائلته بوجودها بينهم؟
لنكن صادقين مع أنفسنا إذا ما أردنا أن نوجد حل لهذه المشكلة، التي أرى من وجهة نظر شخصية أنها ليست في هؤلاء، المشكلة الحقيقة تكمن في طرفين: الطرف الأول المواطنين فلو وجدت هذه العمالة منا القوة والحزم والنبذ والتعاون مع الجهات الأمنية فإنني متأكد أنها لن تتواجد بتلك الأعداد التي تزداد يوما بعد آخر، وربما لن نجدها إطلاقا، لكن بما أن هناك من يؤويهم ويشغلهم لأنهم يرضون بالقليل، صمتنا تجاه من يتخذون من الجبال والكهوف سكنا لهم فلا تستغربوا مستقبلا لو طالبوا الأهالي مستقبلاً بمغادرة منازلهم ليخلو لهم المكان.
الطرف الثاني الضعف في بعض المراكز الأمنية المنتشرة في المناطق الجنوبية، فعند قيام بعض المواطنين بالشكوى والتذمر من هذه العمالة يقوم المركز بإرسال فردين مستقلين سيارة رسمية عبارة عن جيب "بالكاد يتحرك"، ثم إن ترجل عنه رجلا الأمن قد تجد أحدهما في سنوات عمله الأخيرة، أي على وشك التقاعد "يالله حسن الخاتمة"، والآخر وزنه الزائد لا يسمح له بالجري مسافة 500 متر، فكيف يتم القبض على هذه العمالة؟
إن مصلحة الوطن وأمنه واستقراره يحتم علينا أن نتعاون مع بعضنا البعض للقضاء على هذا الوباء قبل حدوث ما لا تحمد عقباه، وهذا ما اعتدنا عليه بكل أسف حينما لا نتحرك وكذلك الجهات ذات الاختصاص إلا بعد وقوع الفأس في الرأس.
ومع ما تشهده بعض دول الجوار هذه الأيام من مشاكل واضطرابات سياسية فإن ذلك يعني أننا سنشهد كما في السابق لكن هذه المرة بأعداد مضاعفة توافد ونزوح الكثير عبر الجبال والمناطق الوعرة، لذلك فإن الواجب على المواطنين التعاون مع الجهات المختصة وأن يكونوا عينا ساهرة، فالمواطن كما يردد دائما مسؤول الأمن الأول الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ـ وفقه الله ـ هو رجل الأمن الأول، فمتى ما استشعرنا جميعا أهمية أن يكون كل فردٍ منا هو عين المسؤول وعين رجل الأمن ويسهم في الإبلاغ عن أي متخلف أو مخالف كان ذلك أدعى لقلة توافد أعداد هؤلاء المخالفين، خصوصا مع استغلال هؤلاء الوافدين ـ كما ذكرنا سابقا ـ لطبيعة المناطق الجنوبية الجبلية وتنقلهم عن طريقها بسهولة، فلنكن كما أرادت حكومتنا حريصين على أمن واطمئنان بلادنا الغالية، فـ "وطنٌ لا نحميه لا نستحق العيش فيه".
رسائل وطنية مهمة:
الأولى: إلى كل أبناء الوطن (كبارا وصغارا رجالا ونساء) لتتظافر جهودنا ولنتكاتف وليكن همنا مشترك من أجل استمرار وطننا بأمنه واستقراره ورخائه.
الثانية: إلى وسائل الإعلام المختلفة (المرئية، المسموعة، المقروءة) بأن تضطلع بدورها وتكثف جهودها ولتكن عينا ثالثة تساند رجال الأمن والمواطنين في الحفاظ على أمن وطننا.
الثالثة: إلى رجال الأمن، خصوصا إدارة الجوازات وكافة الجهات ذات العلاقة، بأن يتم تسيير حملات مكثفة إلى المناطق والجبال والمراكز التي يكثر تواجد هذه العمالة المجهولة فيها وفي أوقات متفرقة حتى يتم القبض عليها وتضييق الخناق كي يُقضى عليها.
عامر الشهري
الرياض
[ ]Am_alshry@hotmail.com[/email]