القذافي .. وثقافة التسطيح!!
رغم كل ما يحدث في ليبيا مازال العقيد الليبي معمر القذافي يمارس الكذب والتسويف على العالم. وذلك في زمن لم يعد بالإمكان حجب المعلومات ومصادرة الحقيقة.
وكما كان ينكر وجود أية مظاهرات أو أي اطلاق نار أو أي شيء من الأحداث في بلاده إلى حد القول: إن الشعب الليبي مستعد ان يموت من أجله.
فهو مازال للأسف رغم مرور ما يقارب من 3 شهور على نفس الاعتقاد وممارسة الاسلوب الذي يؤكد اللاوعي والتضليل وتجاوز حدود اللامعقول.
وبالأمس تعرضت البريقة لقصف جوي من حلف الناتو استهدف مقر القيادة والتحكم لكتائب القذافي.. وفي اصرار على ممارسة التسويف أظهر التلفزيون الليبي مجموعة من المصلين الذين يرتدون الملابس البيضاء. وقال إنهم مشايخ يؤدون مناسبة دينية وانه قد تم استشهاد عدد منهم في موقع الحدث. ولكنه وبغباء شديد ما لبث ان قام بعملية مونتاج للفيلم ليظهر موقع الهجوم ويظهر في مكان آخر في حين عرض القتلى وهم يرتدون ملابس عسكرية. غباء آخر وتناقض مكشوف حصل ويحصل هذا في الوقت الذي لم يعرض القذافي صور ضحاياه في عدد من المدن الليبية. ولكنه قام بسرقتها ودفنها بعيداً عن انظار الليبيين والأسرة الدولية.
ولم يعمل إعلام العقيد على عرض آثار الدمار للمساجد وقتل المصلين وقصف المستشفيات وقتل المصابين بنيران كتائبه.. وإذا كان من حق القذافي قتل كل الذين قال انهم يحبونه ويموتون من أجله. فإن عرض صورهم بعد الموت أمام الرأي العام كان يجب ان يحدث ليؤكد العقيد هذا الموت من أجله على طريقته في ممارسة الكذب والتسويف!!
القذافي ينشر ايضاً صور الذين قطع عنهم الماء والدواء والغذاء ودمر مصادر رزقهم.. ولم يعرض ايضاً القتل ظلماً والمقابر الجماعية لأبناء ليبيا التي قرر ان يكون هو مختارها على مدى الحياة.
وان كل رموز ذلك البلد يجب مصادرتهم. كما ان الحديث عنهم يعد جريمة في نظر العقيد لأن من بعده الطوفان.
لقد كشفت الأزمة الليبية ان هذه العقلية في هرم الحكم وكل جوقته التي اختارها بعناية تتناسب مع "جنونه" واحدة من أهم محطات التاريخ في عالم تجاوز مرحلة الجهل وتسطيح ثقافة الشعوب في تجيير لوعيه الذي لا يتناسب حتى مع أبسط معتقدات الإنسان القاصر!! وبالتالي فإنه من الصعب الدفاع عن شرعيته بهذا المستوى من التفكير والممارسة مهما كان من تجاوزات على ما يمكن ان يعتقده البعض ان ما يحصل هو اختراق للشرعية في بلد مستقل مثل ليبيا.
لكن السؤال الأهم: ما هي مواصفات هذا النوع من السيادة لقيادة بهذه المواصفات؟.