الأسباب الرئيسة للطلاق
بسم الله الرحمن الرحيم
الأسباب الرئيسية للطلاق
هل تذكرون تلك الخاتمة التراثية الشهيرة " وعاشوا في ثبات ونبات وخلفوا صبياناً وبنات ؟ حسناً الأفضل لكم تناسيها الآن فحالات الطلاق تتزايد وتأثرها في هذا العصر بسرعة فائقة ؟ وعلائق الزواج أصبحت هشة في العديد من الحالات .
ولمعرفة السبب هاكم آراء علماء نفس ومستشاري زواج , ومحامي طلاق وقضاة محاكم وكل هؤلاء يعاينون مشاكل الطلاق كل يوم .
أولا: ما تتوقعه ليس ما تحصل عليه
فكر بتلك العائلات التلفزيونية الرائعة التي تستطيع أن تحل أي مشكلة في غضون دقائق انك كطفل سترسم في ذهنك صورة عما يجب أن يكون عليه الزواج حتى ولو كان والدك ووالدتك يتبادلان القصف بالصراخ معظم الأوقات انك تسند توقعاتك إلى أسطورة نسج خيوطها كتاب التلفزيون عن ذلك الزوج الحكيم والقوي والهادي والمحب أو عن تلك الزوجة المتفانية في حبها وحنانها .
لكن ما لا تراه على شاشة التلفزيون أو السينما هو الزواج الحقيقي هل تستطيع أن تكون هادئاً ومحبا حين تعود إلى منزلك من العمل لتواجه أكواما من الغسيل يكاد يرتطم بسقف الغرفة أو شقة وسخة او استقبال بارد؟! .
تقول بروفسوره علم النفس باتريسيا نوغين " أن الأبوين يوجهان توقعاتنا بشأن الحياة الزوجية فإذا كان والدك يأخذ النفايات خارجاً فأنت ستتوقع أن يكون كل الآباء على هذا المنوال , وإذا كانت أم زوجك تعد له فطوراً ساخناً في الصباح فهو سيتوقع منك أن تفعلي الشئ عينه أن كل شخص يرسم في اعماقة عقداً سرياً يتوقع أن يلبي شروطه الطرف الآخر لكن المشكلة أن هذا الشخص ينسى أن يطلع شريكه على هذه الشروط"
احمد , كان يعتبر أن تشكيل عائلة أمر طبيعي ومؤكد انه وزوجته ندى يعملان وهما في أوائل الثلاثينات من العمر وبعد سنوات خمس من الزواج اقترح احمد علي ندى إنجاب طفل لكنها ردت قائلة " أني لا أريد أطفالا فانا أحب حياتي كما هي الآن "
وذكرته بما قالته له قبل الزواج بأنها لا تريد تشكيل عائلة لكنه كان متأكدا بان مشاعرها ستتغير حال إبرام الزواج
وبالطبع فمن مثل هذه التوقعات خطرة وكذا الأمر في ما يتعلق بالمراهقة على تغيير عقلية الطرف الآخر بعد الزواج لقد وصل احمد وندى الآن إلي شفير الطلاق.
ولذلك ينصح الخبراء بان يناقش العروسان توقعاتهما المشتركة قبل الزواج واهم مواضيع النقاش هي المال والجنس والإجابة على هذه الأسئلة هل أنت مسرف وهي اقتصادية ؟ هل ستفتحان حساباً مشتركاً أم منفصلاً ؟ هل يؤمن هو بضرورة وجود بعض التسالي غير الضارة بعد الزواج بينما تؤمن أنت بالإخلاص المطلق , هل هو مستعد لرفض الانتقال إلى بلد آخر لا ندرك مدى أهمية العمل بالنسبة لك هل سيساعدك على إكمال تعليمك ؟ لا تنتظروا لتطرحوا هذه الأسئلة بعد الزواج ولا تقترضوا سلفا إنكم تعرفون الإجابات .
إن الخلافات حول بعض الأمور لا تعني أن الزواج الناجح سيكون مستحيلاً ولذلك فان مناقشة هذه الخلافات مسبقاً هو أمر في غاية الأهمية والفائدة .
ثانيا: أصبحتما عاجزين عن التحدث معاً
قبل أن يخبو السحر , كنتما تتحدثان عن كل شئ من أزمات الطفولة على النكهات المفضلة للأيس الكريم .
لكن وبطريقة ما توقف الاتصالات بينكما وباتت الأشياء الصغيرة تزعجك انه يشاهد مباريات كرة القدم في كل عطل نهاية الأسبوع ويتناساك , انه يترك لك منافض السجائر لتغسلينها , ومع ذلك لا تقولي له كم تثيرك مثل هذه التصرفات لأنك تريدين تجنب مشكلة أخرى بيد أن غضبك يتفاعل في الداخل ثم يظهر لأتفه الأسباب وهكذا فأنت " تنسين " العناية بملابسه الداخلية ,أو تضعين قميصه الرياضي المفضل في مجففة غسيل حارة وتقومين " صدفة " برمي مجلته المفضلة في سلة المهملات قبل أن ينتهي في قراءتها .
" يجب أن تعبري عن مشاعرك ليس بطريقة أتهامية بل بأسلوب يتضمن الرغبة في المشاركة الحقيقة أن معظم الناس لا يعرفون كيف يتحدثون لبعضهم البعض وليس من المفيد أبداً يبدأ المرء الحديث بهجوم على المقابل أن الاتصالات الفاعلة
أمر يمكن تعلمه لكنه يحتاج إلى الصبر لتغيير أنماط السلوك:
وتقول الخبيرة كارين غودمان نستطيع دوما أن نحكم على طبيعة المشكلة من خلال سلوك الشخص بيد أن الناس يضعون افتراضات خاطئة دوما وإذا كان شريك انعزاليا اطرح عليه جملة متصلة من الأسئلة
هل فعلت شيئا أزعجك ؟ هل أنت قلق من العمل ؟ هل تشعر بالمرض ؟ وداوم على طرح الأسئلة حتى تكسر جدار العزلة
في بعض الأحيان يكون العطب في أسلوب الاتصال نفسه وعلى سبيل المثال ,ثمة أشخاص يتحدثون ببطْ وبشكل منهجي يؤدي إلى إثارة غضب وتوتر شركاء حياتهم وفي هذه الحالة يتعين على الطرفين تفهم تركيبتهما والوصول إلى حلول وسط .
ثالثاً: الحياة اقصر من أن نمضيها بحزن
زوجات هذا الزمن لا يطقن صبراً على النصائح التي تقول انتظري الأمور سرعان ما تتحسن أو انك لن تعرفي طباع زوجك الا بعد مرور عشرين عاماً على الزواج وهذه الحقيقة تنطبق بوجه الخصوص على النسوة العاملات اللواتي يشعرن أن عليهن البحث أولا وأخيرا عن السعادة سواء داخل القفص الذهبي أو خارجه .
كذلك فان عدم الاكتفاء العاطفي في العلاقة الزوجية بات يلعب دوراً أساسيا في عمليات الطلاق هذه الحالات التي باتت في مجتمعاتنا الحديثة مرتفعة وحين يزحف الروتين يبدأ الطرفان التفكير بالفراق وعند هذه النقطة تصبح اقنية الاتصال بين الطرفين مسدودة تماماً.
رابعا : الإدمان على الكحول والعنف
إحدى مضاعفات سوء التفاهم هي امتناع المرء عن التضحية لصالح شخص كحولي أو مدمن على المخدرات أو عنيف جسديا
في الماضي لم يكن في وسع المرآة التخلي عن زوجها الذي يضربها لأنها كانت تفتقد على البدائل لكن الأمور اختلفت تماما الآن مع تعليم المرأة ودخولها سوق العمل
ويقول العديد من الأخصائيين ومحامي الطلاق أن العنف الجسدي والكحول يزدادان بشكل خطر خلال فترات البطالة أو الركود الاقتصادي
وهذا بدوره يؤدي إلى ارتفاع معدلات الطلاق.
خامساً : مشاكل الأقارب
أمك تدفعني إلى الجنون أنها تعرف إن على أن أكد واتعب لاستطيع توفير الدفعة الأولى من ثمن شراء المنزل لكنها تواصل مساءلتي عن أسباب عدم كي قمصانك
هذا الحوار قد يتكرر في العديد من الزيجات حتى لو كان المرء متزوجاً من قريبته وإبنة عمه فأنت لن تعثر على الإنسان الذي ترعرع مثلك تماماً, إذ أن كل عائلة تعتقد أن أسلوبها هو الأمثل وهكذا تجري الأمور على المنوال الأتي علي سبيل المثال شقيقة تخيط كل ثيابها لكن أنت لا تعرفين كيف تقصرين تنوره إنه لا يفهم لماذا تنفقين كل تلك الأموال على الملابس انك تتصلين بأمك يومياً وهو يعتبرك بسبب ذلك طفلة تعتمد على غيرها.
ويقول احد الخبراء الاجتماعيين أن الناس غاليا ما يعانون من المشاكل لأنهم لم ينفصلوا حقيقة عن عائلاتهم ولا يتعلق الأمر بصعوبة إلزام النفس بحياة جديدة بل كذلك بعدم إلزام النفس بحياة جديدة بل كذلك بعدم استعداد العائلة للتخلي عن علائق الحياة القديمة أكثر من ذلك يتعين على المرء التعود على قواعد جديدة وقوانين غير مكتوبة وتقاليد بعيدة الجذور صحيح أن بعض العادات الآنية والثقافية تستحق الاحترام لكن الصحيح أيضا أن بعضها الآخر لا يستحق ذلك وليس في الوسع تغيير هذه الأمور بين ليلة وضحاها فأنت لا تتعامل مع زوجة بل من شبكة اجتماعية كاملة .
ولذلك ينصح الخبراء الزوجين بالتعرف جيدا على منشأ كل منهما والجذور الثقافية التي بلورت شخصيتيهما .
سادساً : الإرتباط بالشخص الخطأ
ما يبدو انه ثغرات طفيفة قبل الزواج انه عصبي المزاج وليس لديه أصدقاء ويغضب بسهولة قد يتحول إلى عقبات لا يمكن تذليلها بعد الزواج إذ حين يتزوج هذا الشخص يصبح مشاكسا مدمنا انعزاليا وعنيفا .
عادة يتزوج المرء من الشخص الخطأ انطلاقا من رغبة في إرضاء الوالدين لكن قد يحدث أحيانا أن تتزوج فتاة من شاب تكرهه أمها بسبب رغبة دفينة لديها في العودة على كنف والدتها إنها لا تعي ذلك لكن في غالب الأحيان سواء تم الزواج لإرضاء الوالدين أو إغضابهما فانه غالبا ما ينتهي بكارثة .
ويقول احد علماء النفس أننا نتزوج في معظم الأحيان شخصا يحمل سمات شبيهة بأحد والدينا , بدون أن يعني ذلك بالضرورة أن تكون هذه السمات ايجابية فآنت تتزوجين هذا الشاب الوسيم لكن بعد سنتين من الزواج تكتشفين انه يكثر البعاد عنك كما والدك لقد كنت تحاولين بدون وعي منك أن تحصلي على فرصة أخرى مع والدك للحصول على حبه وقبوله لكن المشكلة أن هذا لا يحدث أبدا.
كذلك فان التشابه في نفسيتي الزوجين قد يتسبب بمتاعب على عكس ما يشاع عن أن الخلافات هي التي تؤدي إلى المتاعب فإذا كان الطرفان متشابهين كثيرا ويتعاملان مع السلطة بالطريقة نفسها فالبون شاسع توقع مشاكل كبيرة
وهاك كيف يمكن أن تجرى الأمور... هل تريدي أن نتناول الطعام في الخارج أم في المنزل ؟ ماذا تريدين أنت ويستمر الطرفين في السؤال إلى أن يصل أحد الطرفين إلى خيار فتقول هي دعنا نخرج كلنا يرد حينذاك لا اشعر برغبة في ذلك
وإذا كان النقاش يدور حول قضايا كبيرة فان هذا قد يدمر الزواج كيف يمكن إن نعرف سلفاً إننا اخترنا شريك الحياة غير المناسب إذا طرحت هذا السؤال على أصدقائك قبل إتمام الزواج وكانوا صادقين معك وكنت مستعداً لقبول هذا الصدق فقد تتعلم الكثير فهم قد يرون انك تورطت مع الفتاة الخاطئة لكنهم قد لا يجدون من المناسب البوح بذلك ما لم تطلب أنت ذلك .
سابعاً: أنتما تختلفان حول النقود
الشخص الذي يرزق بمعظم موارد العائلة المالية ,يمارس السلطة عادة لقد ظنت سميرة أنها وزاهر شريكان متساويان في الزواج إلى أن تلقي زاهر ترقية كبيرة في بلد أخر يقفز فيها راتبه إلى ضعف راتب سميرة والواقع أن زاهر تفهم رغبة زوجته في الحفاظ على وظيفتها لكنّه في الوقت ذاته لم يستطيع رفض الترقية وفي النهاية قبلت سميرة التخلي عن وظيفتها حفاظاً على زواجها
هذا الوضع يمكن أن يكون معكوسا الآن بعد أن دخلت المرأة سوق الوظائف العليا لكن عادة يكون دخل الزوج هو الأكبر وبالتالي يكون في وسعه ممارسة سلطة اكبر في اتخاذ القرارات ومع ذلك فقد يجد هذا الزوج صعوبة أحيانا في قبول فكرة انه يحتاج إلى راتب زوجته لدفع بعض الجوانب الشخصية .
إضافة إلى ذلك ربما تختلف قيم المال بالنسبة للزوجين بشكل حاد فالزوج قد يكون مقترا فيما الزوجة مسرفة أو العكس وهذا يجعل شبح الطلاق هو الشخص الثالث تحت سقف بيت الزوجية
ثامنا : الناس يتطورون بوتائر متباينة
حين تزوج مراد وسعاد كانت أهدافهما متشابهة العمل في وظيفة جيدة وإنجاب طفلين كان مراد مساعد مدير في شركة علاقات عامة فيما عملت سعاد في شركة تامين في البداية عاشا حياة هانئة مثل العديد من العرسان الشبان وكانا سعيدين ثم فجأة قرر مراد تلقي دروس ليلية في فن الإنتاج السينمائي أما سعاد فوجدت وظيفة أخرى أكثر أثارة وهذا أدى إلى تغيير اهتماماتهما وأصدقائهما وشيئاً فشيئاً سار كل منهما في طرق مختلف عن الآخر وانتهيا بالطلاق .
ويقول عالم النفس مارتن عولدبرغ ليس هناك زواج يبقى على ما هو عليه مع تداعي السنين والسؤال هو هل تؤدي التغييرات إلى تعزيز العلاقة ام على نسفها ؟ والجواب هو أن هذه التغييرات تؤدي غالباً إلى انهيار الزواج.
تاسعاً: المجتمع غير مواقفه
يقول خبير في معالجة المشاكل العائلية أكثر من نصف حالات الطلاق تحدث بمبادرة من الزوجات أذا أصبح من السهل ألان على المرأة ان تصبح مستقلة وقوية بما فيع الكفاية لتعيش بدون الرجل
وبالمثل فإن الرجل الحديث يريد زوجة ذكية وتثير الاهتمام وليس شريكة حياة تعيش على انجازاته لكنه مع ذلك لا يزال يحن إلى تلك المرآة الوديعة التي تستمع اليه .
عاشراً: الطلاق لم يعد عيباً
في الماضي كان الطلاق خجلاً أو على الأقل غير مستحب أما الآن فانه أصبح سهلاً للغاية إلى درجة أن الناس يتندرون على العريس الجديد ويقولون أنها زيجته الأولى ..وما يحزنني حقا ما اراه في هذه الايام من شيوع الطلاق سواء كان مبرراً او غير مبرر انها ظاهرة غير صحية أبداً وعلى علماء النفس وعلم الاجتماع ورجال الدين تقصي الخلل وتنوير المجتمع قبل ان يستفحل هذا المرض في جسد المجتمع كله وهو ما لا نريده ولا نحبذه ... والله الهادي الى سواء السبيل
ولمعرفة السبب هاكم آراء علماء نفس ومستشاري زواج , ومحامي طلاق وقضاة محاكم وكل هؤلاء يعاينون مشاكل الطلاق كل يوم .
أولا: ما تتوقعه ليس ما تحصل عليه
فكر بتلك العائلات التلفزيونية الرائعة التي تستطيع أن تحل أي مشكلة في غضون دقائق انك كطفل سترسم في ذهنك صورة عما يجب أن يكون عليه الزواج حتى ولو كان والدك ووالدتك يتبادلان القصف بالصراخ معظم الأوقات انك تسند توقعاتك إلى أسطورة نسج خيوطها كتاب التلفزيون عن ذلك الزوج الحكيم والقوي والهادي والمحب أو عن تلك الزوجة المتفانية في حبها وحنانها .
لكن ما لا تراه على شاشة التلفزيون أو السينما هو الزواج الحقيقي هل تستطيع أن تكون هادئاً ومحبا حين تعود إلى منزلك من العمل لتواجه أكواما من الغسيل يكاد يرتطم بسقف الغرفة أو شقة وسخة او استقبال بارد؟! .
تقول بروفسوره علم النفس باتريسيا نوغين " أن الأبوين يوجهان توقعاتنا بشأن الحياة الزوجية فإذا كان والدك يأخذ النفايات خارجاً فأنت ستتوقع أن يكون كل الآباء على هذا المنوال , وإذا كانت أم زوجك تعد له فطوراً ساخناً في الصباح فهو سيتوقع منك أن تفعلي الشئ عينه أن كل شخص يرسم في اعماقة عقداً سرياً يتوقع أن يلبي شروطه الطرف الآخر لكن المشكلة أن هذا الشخص ينسى أن يطلع شريكه على هذه الشروط"
احمد , كان يعتبر أن تشكيل عائلة أمر طبيعي ومؤكد انه وزوجته ندى يعملان وهما في أوائل الثلاثينات من العمر وبعد سنوات خمس من الزواج اقترح احمد علي ندى إنجاب طفل لكنها ردت قائلة " أني لا أريد أطفالا فانا أحب حياتي كما هي الآن "
وذكرته بما قالته له قبل الزواج بأنها لا تريد تشكيل عائلة لكنه كان متأكدا بان مشاعرها ستتغير حال إبرام الزواج
وبالطبع فمن مثل هذه التوقعات خطرة وكذا الأمر في ما يتعلق بالمراهقة على تغيير عقلية الطرف الآخر بعد الزواج لقد وصل احمد وندى الآن إلي شفير الطلاق.
ولذلك ينصح الخبراء بان يناقش العروسان توقعاتهما المشتركة قبل الزواج واهم مواضيع النقاش هي المال والجنس والإجابة على هذه الأسئلة هل أنت مسرف وهي اقتصادية ؟ هل ستفتحان حساباً مشتركاً أم منفصلاً ؟ هل يؤمن هو بضرورة وجود بعض التسالي غير الضارة بعد الزواج بينما تؤمن أنت بالإخلاص المطلق , هل هو مستعد لرفض الانتقال إلى بلد آخر لا ندرك مدى أهمية العمل بالنسبة لك هل سيساعدك على إكمال تعليمك ؟ لا تنتظروا لتطرحوا هذه الأسئلة بعد الزواج ولا تقترضوا سلفا إنكم تعرفون الإجابات .
إن الخلافات حول بعض الأمور لا تعني أن الزواج الناجح سيكون مستحيلاً ولذلك فان مناقشة هذه الخلافات مسبقاً هو أمر في غاية الأهمية والفائدة .
ثانيا: أصبحتما عاجزين عن التحدث معاً
قبل أن يخبو السحر , كنتما تتحدثان عن كل شئ من أزمات الطفولة على النكهات المفضلة للأيس الكريم .
لكن وبطريقة ما توقف الاتصالات بينكما وباتت الأشياء الصغيرة تزعجك انه يشاهد مباريات كرة القدم في كل عطل نهاية الأسبوع ويتناساك , انه يترك لك منافض السجائر لتغسلينها , ومع ذلك لا تقولي له كم تثيرك مثل هذه التصرفات لأنك تريدين تجنب مشكلة أخرى بيد أن غضبك يتفاعل في الداخل ثم يظهر لأتفه الأسباب وهكذا فأنت " تنسين " العناية بملابسه الداخلية ,أو تضعين قميصه الرياضي المفضل في مجففة غسيل حارة وتقومين " صدفة " برمي مجلته المفضلة في سلة المهملات قبل أن ينتهي في قراءتها .
" يجب أن تعبري عن مشاعرك ليس بطريقة أتهامية بل بأسلوب يتضمن الرغبة في المشاركة الحقيقة أن معظم الناس لا يعرفون كيف يتحدثون لبعضهم البعض وليس من المفيد أبداً يبدأ المرء الحديث بهجوم على المقابل أن الاتصالات الفاعلة
أمر يمكن تعلمه لكنه يحتاج إلى الصبر لتغيير أنماط السلوك:
وتقول الخبيرة كارين غودمان نستطيع دوما أن نحكم على طبيعة المشكلة من خلال سلوك الشخص بيد أن الناس يضعون افتراضات خاطئة دوما وإذا كان شريك انعزاليا اطرح عليه جملة متصلة من الأسئلة
هل فعلت شيئا أزعجك ؟ هل أنت قلق من العمل ؟ هل تشعر بالمرض ؟ وداوم على طرح الأسئلة حتى تكسر جدار العزلة
في بعض الأحيان يكون العطب في أسلوب الاتصال نفسه وعلى سبيل المثال ,ثمة أشخاص يتحدثون ببطْ وبشكل منهجي يؤدي إلى إثارة غضب وتوتر شركاء حياتهم وفي هذه الحالة يتعين على الطرفين تفهم تركيبتهما والوصول إلى حلول وسط .
ثالثاً: الحياة اقصر من أن نمضيها بحزن
زوجات هذا الزمن لا يطقن صبراً على النصائح التي تقول انتظري الأمور سرعان ما تتحسن أو انك لن تعرفي طباع زوجك الا بعد مرور عشرين عاماً على الزواج وهذه الحقيقة تنطبق بوجه الخصوص على النسوة العاملات اللواتي يشعرن أن عليهن البحث أولا وأخيرا عن السعادة سواء داخل القفص الذهبي أو خارجه .
كذلك فان عدم الاكتفاء العاطفي في العلاقة الزوجية بات يلعب دوراً أساسيا في عمليات الطلاق هذه الحالات التي باتت في مجتمعاتنا الحديثة مرتفعة وحين يزحف الروتين يبدأ الطرفان التفكير بالفراق وعند هذه النقطة تصبح اقنية الاتصال بين الطرفين مسدودة تماماً.
رابعا : الإدمان على الكحول والعنف
إحدى مضاعفات سوء التفاهم هي امتناع المرء عن التضحية لصالح شخص كحولي أو مدمن على المخدرات أو عنيف جسديا
في الماضي لم يكن في وسع المرآة التخلي عن زوجها الذي يضربها لأنها كانت تفتقد على البدائل لكن الأمور اختلفت تماما الآن مع تعليم المرأة ودخولها سوق العمل
ويقول العديد من الأخصائيين ومحامي الطلاق أن العنف الجسدي والكحول يزدادان بشكل خطر خلال فترات البطالة أو الركود الاقتصادي
وهذا بدوره يؤدي إلى ارتفاع معدلات الطلاق.
خامساً : مشاكل الأقارب
أمك تدفعني إلى الجنون أنها تعرف إن على أن أكد واتعب لاستطيع توفير الدفعة الأولى من ثمن شراء المنزل لكنها تواصل مساءلتي عن أسباب عدم كي قمصانك
هذا الحوار قد يتكرر في العديد من الزيجات حتى لو كان المرء متزوجاً من قريبته وإبنة عمه فأنت لن تعثر على الإنسان الذي ترعرع مثلك تماماً, إذ أن كل عائلة تعتقد أن أسلوبها هو الأمثل وهكذا تجري الأمور على المنوال الأتي علي سبيل المثال شقيقة تخيط كل ثيابها لكن أنت لا تعرفين كيف تقصرين تنوره إنه لا يفهم لماذا تنفقين كل تلك الأموال على الملابس انك تتصلين بأمك يومياً وهو يعتبرك بسبب ذلك طفلة تعتمد على غيرها.
ويقول احد الخبراء الاجتماعيين أن الناس غاليا ما يعانون من المشاكل لأنهم لم ينفصلوا حقيقة عن عائلاتهم ولا يتعلق الأمر بصعوبة إلزام النفس بحياة جديدة بل كذلك بعدم إلزام النفس بحياة جديدة بل كذلك بعدم استعداد العائلة للتخلي عن علائق الحياة القديمة أكثر من ذلك يتعين على المرء التعود على قواعد جديدة وقوانين غير مكتوبة وتقاليد بعيدة الجذور صحيح أن بعض العادات الآنية والثقافية تستحق الاحترام لكن الصحيح أيضا أن بعضها الآخر لا يستحق ذلك وليس في الوسع تغيير هذه الأمور بين ليلة وضحاها فأنت لا تتعامل مع زوجة بل من شبكة اجتماعية كاملة .
ولذلك ينصح الخبراء الزوجين بالتعرف جيدا على منشأ كل منهما والجذور الثقافية التي بلورت شخصيتيهما .
سادساً : الإرتباط بالشخص الخطأ
ما يبدو انه ثغرات طفيفة قبل الزواج انه عصبي المزاج وليس لديه أصدقاء ويغضب بسهولة قد يتحول إلى عقبات لا يمكن تذليلها بعد الزواج إذ حين يتزوج هذا الشخص يصبح مشاكسا مدمنا انعزاليا وعنيفا .
عادة يتزوج المرء من الشخص الخطأ انطلاقا من رغبة في إرضاء الوالدين لكن قد يحدث أحيانا أن تتزوج فتاة من شاب تكرهه أمها بسبب رغبة دفينة لديها في العودة على كنف والدتها إنها لا تعي ذلك لكن في غالب الأحيان سواء تم الزواج لإرضاء الوالدين أو إغضابهما فانه غالبا ما ينتهي بكارثة .
ويقول احد علماء النفس أننا نتزوج في معظم الأحيان شخصا يحمل سمات شبيهة بأحد والدينا , بدون أن يعني ذلك بالضرورة أن تكون هذه السمات ايجابية فآنت تتزوجين هذا الشاب الوسيم لكن بعد سنتين من الزواج تكتشفين انه يكثر البعاد عنك كما والدك لقد كنت تحاولين بدون وعي منك أن تحصلي على فرصة أخرى مع والدك للحصول على حبه وقبوله لكن المشكلة أن هذا لا يحدث أبدا.
كذلك فان التشابه في نفسيتي الزوجين قد يتسبب بمتاعب على عكس ما يشاع عن أن الخلافات هي التي تؤدي إلى المتاعب فإذا كان الطرفان متشابهين كثيرا ويتعاملان مع السلطة بالطريقة نفسها فالبون شاسع توقع مشاكل كبيرة
وهاك كيف يمكن أن تجرى الأمور... هل تريدي أن نتناول الطعام في الخارج أم في المنزل ؟ ماذا تريدين أنت ويستمر الطرفين في السؤال إلى أن يصل أحد الطرفين إلى خيار فتقول هي دعنا نخرج كلنا يرد حينذاك لا اشعر برغبة في ذلك
وإذا كان النقاش يدور حول قضايا كبيرة فان هذا قد يدمر الزواج كيف يمكن إن نعرف سلفاً إننا اخترنا شريك الحياة غير المناسب إذا طرحت هذا السؤال على أصدقائك قبل إتمام الزواج وكانوا صادقين معك وكنت مستعداً لقبول هذا الصدق فقد تتعلم الكثير فهم قد يرون انك تورطت مع الفتاة الخاطئة لكنهم قد لا يجدون من المناسب البوح بذلك ما لم تطلب أنت ذلك .
سابعاً: أنتما تختلفان حول النقود
الشخص الذي يرزق بمعظم موارد العائلة المالية ,يمارس السلطة عادة لقد ظنت سميرة أنها وزاهر شريكان متساويان في الزواج إلى أن تلقي زاهر ترقية كبيرة في بلد أخر يقفز فيها راتبه إلى ضعف راتب سميرة والواقع أن زاهر تفهم رغبة زوجته في الحفاظ على وظيفتها لكنّه في الوقت ذاته لم يستطيع رفض الترقية وفي النهاية قبلت سميرة التخلي عن وظيفتها حفاظاً على زواجها
هذا الوضع يمكن أن يكون معكوسا الآن بعد أن دخلت المرأة سوق الوظائف العليا لكن عادة يكون دخل الزوج هو الأكبر وبالتالي يكون في وسعه ممارسة سلطة اكبر في اتخاذ القرارات ومع ذلك فقد يجد هذا الزوج صعوبة أحيانا في قبول فكرة انه يحتاج إلى راتب زوجته لدفع بعض الجوانب الشخصية .
إضافة إلى ذلك ربما تختلف قيم المال بالنسبة للزوجين بشكل حاد فالزوج قد يكون مقترا فيما الزوجة مسرفة أو العكس وهذا يجعل شبح الطلاق هو الشخص الثالث تحت سقف بيت الزوجية
ثامنا : الناس يتطورون بوتائر متباينة
حين تزوج مراد وسعاد كانت أهدافهما متشابهة العمل في وظيفة جيدة وإنجاب طفلين كان مراد مساعد مدير في شركة علاقات عامة فيما عملت سعاد في شركة تامين في البداية عاشا حياة هانئة مثل العديد من العرسان الشبان وكانا سعيدين ثم فجأة قرر مراد تلقي دروس ليلية في فن الإنتاج السينمائي أما سعاد فوجدت وظيفة أخرى أكثر أثارة وهذا أدى إلى تغيير اهتماماتهما وأصدقائهما وشيئاً فشيئاً سار كل منهما في طرق مختلف عن الآخر وانتهيا بالطلاق .
ويقول عالم النفس مارتن عولدبرغ ليس هناك زواج يبقى على ما هو عليه مع تداعي السنين والسؤال هو هل تؤدي التغييرات إلى تعزيز العلاقة ام على نسفها ؟ والجواب هو أن هذه التغييرات تؤدي غالباً إلى انهيار الزواج.
تاسعاً: المجتمع غير مواقفه
يقول خبير في معالجة المشاكل العائلية أكثر من نصف حالات الطلاق تحدث بمبادرة من الزوجات أذا أصبح من السهل ألان على المرأة ان تصبح مستقلة وقوية بما فيع الكفاية لتعيش بدون الرجل
وبالمثل فإن الرجل الحديث يريد زوجة ذكية وتثير الاهتمام وليس شريكة حياة تعيش على انجازاته لكنه مع ذلك لا يزال يحن إلى تلك المرآة الوديعة التي تستمع اليه .
عاشراً: الطلاق لم يعد عيباً
في الماضي كان الطلاق خجلاً أو على الأقل غير مستحب أما الآن فانه أصبح سهلاً للغاية إلى درجة أن الناس يتندرون على العريس الجديد ويقولون أنها زيجته الأولى ..وما يحزنني حقا ما اراه في هذه الايام من شيوع الطلاق سواء كان مبرراً او غير مبرر انها ظاهرة غير صحية أبداً وعلى علماء النفس وعلم الاجتماع ورجال الدين تقصي الخلل وتنوير المجتمع قبل ان يستفحل هذا المرض في جسد المجتمع كله وهو ما لا نريده ولا نحبذه ... والله الهادي الى سواء السبيل