×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

الإسلام والوقاية النفسية

ابو فراج
بواسطة : ابو فراج


الإسلام والوقاية النفسية

على امتداد القرون الوسطى , أو عصور الظلام ,لعبت الحضارة العربية دور حامل مشعل العلم وحامي استمرار يته ويرجع الفضل في هذا الحفاظ على التراث , على جهود مشتركة قام بها عدد هائل من الفلاسفة والعلماء تحت رعاية الحضارة العربية وأحيانا بالأجواء الحضارية الإسلامية العامة .
إن للدين الإسلامي ليس فقط دين الذهاب إلى المسجد للصلاة فقط بل أن هذا الدين هو منهج حياتي وميثاق للشرف ونظام قانوني يتخلل حياة المسلم سواء بكافة وجوهها ولهذا الالتزام الديني الأخلاقي مضامين علاجية نفسية تتجاوز الثقافات فالمسلم سواء كان منتمياً للثقافة العربية أو لثقافة أعجمية فهو يمارس نفس الممارسات ويلتزم بذات النظم وبالتالي فانه ينعم بالمردود العلاجي والوقائي نفسه.
أن الدين الإسلامي دوراً مهما بإحداث تغيرات عميقة في اللاوعي الجماعي للمجتمعات التي تعتنقه ومن أهم هذه التغيرات ما تعلق منه بالسلوك الحياتي اليومي للمسلم فمتبع هذا السلوك يكون بمنأي عن الإصابة بالعديد من الاضطرابات النفسية والعقلية والعصبية وبالتالي فانه يستغني عن حاجته لعلاجها ولنستعرض ملامح هذا السلوك .
1- تحريم الخمر : اثبت الأبحاث العملية بما لا يدع مجالاً للشك دور الكحول في التسبب باختلال التوازن الجسدي أمراض جسدية ناجمة عن تعاطي الكحول ) والتوازن العقلي ( إصابات دماغية عصبية ناجمة عن تعاطي الكحول ) والتوازن النفسي الجسدي ( تغيرات سلوكية وخاصة هذائية إضافة لزيادة احتمال الإصابة بالإمراض النفسية الجسدية لدى متعاطي الكحول .
وتجدر الإشارة في هذا المجال إلى أن البرامج الطبية الوقائية الحديثة تضع في مقدمة أهدافها هدف القضاء على إدمان الكحول والحد من تعاطيها .
2- تحريم الزنى والتعجيل بالزواج : وهذه العوامل هي التي تبرر انحسار عدد من المظاهر النفسية الاجتماعية المرضية في المجتمعات الإسلامية ومن هذه المظاهر مثلا الانتحار والإنجاب غير الشرعي والأمراض الجنسية وبخاصة الخطرة منها ( السفلس يؤدي إلى الشلل العام والجنون والايدز يؤدي للموت) وغيرها من المظاهر التي تشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية التي انخفاضها ينسب ملحوظة في المجتمعات الإسلامية
3- الصوم : ويلعب دوراً صحياً وقائياً مهماً فبالإضافة إلى كونه نظاما غذائياً فاعلاً في العديد من الحالات المرضية وهناك أبحاث عديدة تجري بهدف استخدام الصوم في علاج الحالات النفسية ومن هذه المحاولات محاولة البروفسور الروسي نيقلا ييف علاج مرضى الفصام من خلال الصوم ومحاولات مدرسة الطب النفسية الاسلامية في علاج إدمان المخدرات عن طريق الصوم والسلوك الاسلامي إجمالاً واليوم يقود الدكتور جمل أبو العزايم (مصر) والدكتور أسامة الراضي (السعودية) محاولات علاجية عديدة في هذا الاتجاه
4- الحفاظ على الطهارة : غني عن التذكير بالدور الوقائي الذي تلعبه النظافة الجسدية
5- الصلاة : إلى جانب دورها التأملي وتذكيرها للمصلي بضالته أما الكون وعظمة خالقه فإن للصلاة دور الرياضة الروحية ولكن أيضا دور العلاج النفسي الجماعي
كما أن تلاوة القران وما يتحقق فيها من اطمئنان هو قضية محسومة فقد حسمها قول الحق سبحانه من سورة الرعد بسم الله الرحمن الرحيم (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)
والاطمئنان هو راحة النفس وانشراح الصدر وسعادة الحس والوجدان وهو البر في الإسلام بكل إبعاده وذلك بقول رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه (البر ما اطمأنت إليه النفس فالبر طاعة خالصة لله بلغه الدين كما أن الإثم ما حاك في الصدر ( وتردد في النفس )( وخشيت أن يطلع عليه الناس ) صدق رسوله الكريم وهو بلغة النفس توتر وقلق وضيق في الصدر وهو أول ما تصل إليه أغراض العلة النفسية , كما أن الاطمئنان هو منتهى ما تحققه الصحة النفسية وهذا الاطمئنان في كماله وشموله هو ما تحققه تلاوة القرآن الكريم , وهو البر بكل معانية وهو الطاعة بمعناها الحقيقي وهو البعد عن التوتر,والتوتر هو الإثم هو المعصية وهذا ما يفسر إنا بالمفاهيم النفسية قوله سبحانه وتعالى(اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله اكبر والله يعلم ما تصنعون "سورة العنكبوت آية45.
لا يفوتنا في النهاية التذكير بأن السلوك الاسلامي كان تجربه علاجية ذات نتائج فائقة لدى العديد من المسلمين الذين استعادوا توازنهم النفسي والصحي لدى عودتهم لهذا السلوك , كما لا يفوتنا التذكير باعتماد المعالجين الغربيين للعلاج المشتق من الصوفية الإسلامية والمعروف ( Sophisme).
ان الدين والشريعة الاسلامية مرجعان اساسيان للصحة النفسية والجسدية والعقلية فيهما الشفاء لمن اراد الشفاء والله الهادي الى سواء السبيل .

بقلم العقيد .م
محمد بن فراج الشهري
alfrrajmf@hotmail.com
بواسطة : ابو فراج
 0  0  2814