×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

أخبار "الظلام" والإساءة لوطننا

عامر الشهري
بواسطة : عامر الشهري
أخبار "الظلام" والإساءة لوطننا
من يتابع واقع الإعلام الإلكتروني ويتعمق ويعيش في أحداث الشبكة العنكبوتية يجد العجب العجاب، فلا يكاد يفيق على خبر مكذوب ومفبرك إلا ويمسي على آخر، لترتسم بذلك أمامنا مشاهد من واقعٍ مؤلم يعيشه هذا العالم الخفي المخيف.
ولأن العالم الآن أصبح يتابع بعضه بعضا عن طريق هذه الشبكة وأتيح الأمر لكل من هب ودب في أن يصب ما لديه من أخبار ومعلومات وأفكار ورؤى غثها يفوق سمينها هذا إن كنا متفائل بوجود "سمين"، وبالتالي يتلقف رواد تلك الشبكة ما يجدون بطريقهم وما أدراك ما يجدون لتظهر على السطح أخبار وروايات مغلوطة إما محاولة لطمس الحقائق والتشويش، وإما لإثارة الفتن والقلاقل وبث الفرقة في المجتمعات، وما يشهده عالمنا العربي اليوم خير مثال.
وأولى هذه المواقع ـ وليست آخرها بالتأكيد ـ موقع أخبار "ياهو مكتوب yahoo maktoob" والذي يسعى جاهدا وبكل ما أوتى من قوة في نشر الأكاذيب والأخبار المغلوطة عن بلاد الحرمين الشريفين ـ حرسها الله ـ ولأهداف تتفق في مجملها على الحقد والعداء لبلادنا الغالية.
ليس غريبا أن يكون هناك مواقع إلكترونية تحاول الإساءة لبلادنا، فالأمر ببساطة لأن مملكة الإنسانية هي حاضنة للحرمين الشريفين (الحرم المكي الشريف بمكة المكرمة ومسجد الرسول عليه الصلاة والسلام بطيبة الطيبة)، وليس غريبا كذلك على هذا الموقع التابع أصلا لشركة "ياهو yahoo" العالمية وغيره من المواقع الأخرى التي تتسابق على الإساءة للمسلمين ومقدساتهم الإسلامية بشتى الطرق، لكن الواجب علينا كمسلمين وكأبناء لهذا البلد الطاهر وكشباب مثقف واعي أن نتصدى لمثل تلك التجاوزات والهجمات الشرسة على وطننا العزيز عن طريق فضح تلك المواقع على الملأ وتحذير الناس منها ومن أكاذيبها وافتراءاتها حتى يكون الجميع على علمٍ ودراية بها وبالتالي تجنبها والحذر مما تبث من سموم.
علينا أن نعلم أنهم إن لم تنجح مخططاتهم العلنية على أرض الواقع، فإن الإعلام بكافة وسائله، والإلكتروني بالذات في الوقت الحاضر هو السلاح الذي يستخدمه أعداء الدين والوطن، خصوصا أن هذا النوع من الإعلام مستخدموه هم من الشباب، وهؤلاء الشباب ليسوا على مستوى واحد من العمر والفكر والوعي والإدراك.
الأهم من هذا وذاك على الأسر والمدارس والكليات والجامعات والمساجد دور كبير، فالأسرة مسؤولة عن متابعة أبنائها وتوعيتهم وتحذيرهم من الانجراف خلف أخبار الإنترنت، وعلى دور العلم مسؤولية مماثلة تكمن في توعية الطلاب من الجنسين وتعويدهم على استقاء الأخبار والمعلومات من مصادرها الموثوقة وتحذيرهم مما ينشر في "الظلام". أما المساجد فعليها وعلى المشايخ من أئمتها دورٌ لا يقل أهمية عما سبق وذلك ببيان خطر الانسياق وراء مثيري الفتن والقلاقل ووجوب الالتفاف حول القيادة ونبذ الفرقة كما قال الله سبحانه وتعالى وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا ..الآية [آل عمران:103].
لقد أعجبني مرة تعليق على موضوع نشر قبل فترة للإساءة للمملكة والتعليق لأحد الإخوة ـ من دولة عربية ـ حيث ذكر الأخ العربي في تعليقه وهو سؤال كان موجه للموقع ناشر الخبر بما معناه "لماذا هذا الاستهداف للمملكة؟" أو بمعنى آخر "لماذا التركيز على المملكة؟".
علاوة على ذلك فإن هناك تركيز حتى من بعض إن لم يكن كل إعلام الدول العربية على الاهتمام والترصد ونشر أي خبر من المملكة، بل لا أبالغ إن قلت إنها لو "تعثرت أو سقطت شاة في أحد جبال منطقة عسير" لتناقلت وسائل الإعلام العربية وربما العالمية المختلفة هذا الخبر.
نسأل الله أن يحمي وطننا وشعبه وقيادته وعلمائه من كل سوء ومكروه، وأن يبطل مخططات الحاقدين.

خاتمة
"الله اللي عزنا ما لحد منة".
عامر الشهري
الرياض
am_alshry@hotmail.com
بواسطة : عامر الشهري
 0  0  2815