×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

يا بعض المسؤولين تعلّموا مهارات الاتصال


يا بعض المسؤولين تعلّموا مهارات الاتصال

ليس عيبا أن يخطئ الانسان.. وليس عيبا أيضا أن يكرّر المرء خطأه مرات ومرات فدروس الشرع وأصول الحضارة توصي من أخطأ باستخدام علاج الندم للنفس والاعتذار للمغلوبين على أمرهم.. ولكن العيب كل العيب في ألا يتعلم الخطاؤون من اخطائهم وألا يستفيد من أخطاء غيره. وقد يجوز أن نلتمس عذرا بالجهل لاحد عامة الناس ممن لا تتجاوز أخطاؤهم زلّة لسان بحق بائع خضار، أو صرخة جوفاء بحق سائل مسكين كان حقّه الا يُنهر.

المشكلة الكبرى التي لا دواء لها هي حينما يكون الخطأ في التعامل مع الناس ممارسة غير محسوبة من بعض اصحاب المعالي والسعادة ممن أوكلت اليهم امور الناس... خاصة حينما تكون نظرة التبرّم وضيق الخلق سلوكا بلا مبرر لبعض الكبار في حق من يطلبون حقوقا ضاعت أو يبحثون عن مساعدة تاهت. رأينا مع عشرات الألوف من زوار مواقع الفيديو ومنتديات الهموم على شبكة الانترنت مقاطع محزنة على باب هذا المسئول أو ذاك، ورأينا شباب الانترنت وهم يشاهدونها ويتبادلونها بينهم ومعهم شعوب العالم كلّه مشاهدين وشهودا. ترى من يستطيع ان يمسح أثر وتأثير هذه المقاطع المؤسفة لبعض المسئولين الكبار وهم يمارسون التحقير والاستخفاف بطالبي النجدة وراغبي الاجابات عن اسئلة حرّاقة تمس حياتهم وارزاقهم.

كثيرة هي المقاطع التي وثّقتها ادوات الاعلام الجديد ونشرها اليائسون المحبطون شرقا وغربا وكان مسرحها (حوش) وزارة معاليه لتكشف للدنيا كلّها صور التعالي من صاحب المعالي، ومشاهد الاستخفاف حين يكون التجاهل عادة صاحب سعادة، في حين كان يكفي معاليه وسعادته تذكّر سيرة نبي ومنهج حاكم أو مداومة قراءة كتاب لا تتجاوز صفحاته العشرين عن مهارات الاتصال، او لعلّ حضرته يتعطف فيحضر دورة صيفية تليق بمقامه ولا مانع ان تكون في «طنجة» او «بيروت» ليتذكّر فن التعامل وأصول استيعاب ذوي الهموم الثقيلة واصحاب الحاجات الذين يتوقعون أن يجدوا عند مقامه العالي بابا مفتوحا لتفريج همومهم واكتساب توجيهاته السديدة.

لم يعد هذا الموضوع سرّا وكثيرة هي المواقع والمنتديات التي نشرت صوت وصورة صاحب معالي يستخف بملهوفة، أو آخر يعنّف ويحقّر محتاجين ألجأتهم ظروف المعيشة لبابه المغلق. كيف لا يعلّم بعض اصحاب المعالي والسعادة ان الوظيفة العامة مسئولية وأن الوزارة وزر وأن من فيها وان علا مكانه الاداري خادم لكل من طرق بابه سائلا محتاجا. ترى هل يعلم بعض اصحاب المقامات ما أثر وتأثير موقف غير رشيد في نفس من لجأ اليهم ناهيك عن الضرر الكبير حينما تصبح مثل هذه الاساءات وثيقة الكترونية وشهادة للتاريخ في منتديات الشباب المحبط من كل ما يجري حوله. ارجوكم يا بعض أصحاب المعالي تعلّموا مهارات الاتصال فهذا عصر الحقوق.


** مسارات:

قال ومضى: من حفظ الأمانة دام المكان مع المكانة.

د.فايز بن عبد الله الشهري
 0  0  2434