ورطة الثوار .. وخدعة التحالف !!
على خارطة الثورات العربية ترسم انتفاضة الشعب الليبي تضاريس الأرض والإنسان واختلاف المكان .. وحضور ما لم يكن يوماً في الحسبان.
في ليبيا تكتب المرحلة تاريخاً أكثر مساحة حبره النفط والدماء وقيادة غارقة في الوهم والغباء .. واستدعاء بطولات الزمن الغابر في مقارنة أكثر جهلاً بقراءة التفاصيل.
وما بين ليبيا الشعب وليبيا القذافي طاح الحطب.. ليأخذ باب العزيزية مبادرة إشعال الشرارة الأولى في طرابلس وفي الزاوية وذلك من باب «الأقربون أولى بالمعروف»!! وتحويل خطاب الاحتجاج على النظام إلى تأييد قسري حشوده من الاطفال والنساء في زفة غاب عنها الرجال الذين توزعت مقابرهم بين صحراء العقيد .. وثلاجات الموتى ثمناً لحرية لم تأت بعد .. ولمتاجرة سياسية بأشلاء صمتت أفواهها إلى الأبد دون أن تحدد هوية قاتلها!!
في ليبيا الكل يرفع شعار عمر المختار على طريقته .. لكن لم يدرك أي من الطرفين لماذا كان يحارب المختار ومع من؟ ولماذا قال عمر : ننتصر أو نموت .. ودون ان يسأل أي من الطرفين من الذي ستكون حياته أطول من عمر شانقه؟
وذلك لسبب بسيط : ان الشانق هنا هو «بيرق الفزعة» الذي شكله حلف الأطلسي طبقاً لملفات سياسية لم يدرك ملك ملوك أفريقيا انها قد جاءت لشطب اللقب ولفه في ثياب العقيد. ليكون في أقرب نفايات حرب كان ومازال شعبه وقودها .. وهي حرب استدعاها لتضيف ناراً أكثر ضراوة على ما أشعله في اجساد أمة قرر ان يجبرها على الرقص والغناء والفرح استعداداً للموت من أجله أمام باب عزيزيته التي يبدو انه لم يدرك بعد حجم «الجرذ» الذي مازال يختبئ تحت أنقاضها!!
وعلى الجانب الآخر تغادر امريكا حلبة الصراع بعد ان قصَّت شريط الدخول من الباب الأمامي لإمبراطورية زعيم ظل ينادي بالزحف .. لتكون زنقة القذافي هي القبلة الاولى لخارطة ذلك الزحف!! غير ان مقاتلي الصحراء لم ينعموا كثيراً بحلم الانتصار. فقد بدأت لعبة من نوع آخر عندما أخذ حلف الناتو يقلص منع كتائب العقيد من الهزيمة .. وتحجيم الثوار .. ثم الاعلان بأن الناتو لا يهدف إلى ترجيح ميزان القوى لصالحهم .. وانه ليس معنياً بدعمهم!! ومن واشنطن جاء صوت جديد للإحباط يقول:
ان فرص المعارضة في الاطاحة بالرئيس هي ضئيلة! في حين بدأت اصوات أخرى داخل منظومة الناتو تلوح بورقة الحل السياسي الذي لا يضمن عملياً مطالب المعارضة.
وهنا تختلط الاوراق .. وهنا يشكل المشهد العام خدعة اطلسية مصدرها صناعة أمريكية تقود إلى توريط الثوار في ليبيا وهو مأزق أيضاً لا يستثنى القذافي .. ولا بقية اعضاء التحالف الذين تم تقبيلهم إدارة الأزمة «من الباطن» على ورقة «النكاح» الأمريكية في انتظار مؤجل لعريس قادم يحدد هوية الأم التي سوف تنجب النفط. وتحدد هي الأخرى كمية (إرضاع الكبير ) وبقية شركاء الفزعة من فوق مقابر الموتى . في تأكيد على ان حياة الشانق كانت هي الأطول ولا عزاء لشعارات الانتصار!
!في ليبيا تكتب المرحلة تاريخاً أكثر مساحة حبره النفط والدماء وقيادة غارقة في الوهم والغباء .. واستدعاء بطولات الزمن الغابر في مقارنة أكثر جهلاً بقراءة التفاصيل.
وما بين ليبيا الشعب وليبيا القذافي طاح الحطب.. ليأخذ باب العزيزية مبادرة إشعال الشرارة الأولى في طرابلس وفي الزاوية وذلك من باب «الأقربون أولى بالمعروف»!! وتحويل خطاب الاحتجاج على النظام إلى تأييد قسري حشوده من الاطفال والنساء في زفة غاب عنها الرجال الذين توزعت مقابرهم بين صحراء العقيد .. وثلاجات الموتى ثمناً لحرية لم تأت بعد .. ولمتاجرة سياسية بأشلاء صمتت أفواهها إلى الأبد دون أن تحدد هوية قاتلها!!
في ليبيا الكل يرفع شعار عمر المختار على طريقته .. لكن لم يدرك أي من الطرفين لماذا كان يحارب المختار ومع من؟ ولماذا قال عمر : ننتصر أو نموت .. ودون ان يسأل أي من الطرفين من الذي ستكون حياته أطول من عمر شانقه؟
وذلك لسبب بسيط : ان الشانق هنا هو «بيرق الفزعة» الذي شكله حلف الأطلسي طبقاً لملفات سياسية لم يدرك ملك ملوك أفريقيا انها قد جاءت لشطب اللقب ولفه في ثياب العقيد. ليكون في أقرب نفايات حرب كان ومازال شعبه وقودها .. وهي حرب استدعاها لتضيف ناراً أكثر ضراوة على ما أشعله في اجساد أمة قرر ان يجبرها على الرقص والغناء والفرح استعداداً للموت من أجله أمام باب عزيزيته التي يبدو انه لم يدرك بعد حجم «الجرذ» الذي مازال يختبئ تحت أنقاضها!!
وعلى الجانب الآخر تغادر امريكا حلبة الصراع بعد ان قصَّت شريط الدخول من الباب الأمامي لإمبراطورية زعيم ظل ينادي بالزحف .. لتكون زنقة القذافي هي القبلة الاولى لخارطة ذلك الزحف!! غير ان مقاتلي الصحراء لم ينعموا كثيراً بحلم الانتصار. فقد بدأت لعبة من نوع آخر عندما أخذ حلف الناتو يقلص منع كتائب العقيد من الهزيمة .. وتحجيم الثوار .. ثم الاعلان بأن الناتو لا يهدف إلى ترجيح ميزان القوى لصالحهم .. وانه ليس معنياً بدعمهم!! ومن واشنطن جاء صوت جديد للإحباط يقول:
ان فرص المعارضة في الاطاحة بالرئيس هي ضئيلة! في حين بدأت اصوات أخرى داخل منظومة الناتو تلوح بورقة الحل السياسي الذي لا يضمن عملياً مطالب المعارضة.
وهنا تختلط الاوراق .. وهنا يشكل المشهد العام خدعة اطلسية مصدرها صناعة أمريكية تقود إلى توريط الثوار في ليبيا وهو مأزق أيضاً لا يستثنى القذافي .. ولا بقية اعضاء التحالف الذين تم تقبيلهم إدارة الأزمة «من الباطن» على ورقة «النكاح» الأمريكية في انتظار مؤجل لعريس قادم يحدد هوية الأم التي سوف تنجب النفط. وتحدد هي الأخرى كمية (إرضاع الكبير ) وبقية شركاء الفزعة من فوق مقابر الموتى . في تأكيد على ان حياة الشانق كانت هي الأطول ولا عزاء لشعارات الانتصار!
ناصر الشهري
مدير تحرير صحيفة البلاد