×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

وكانت الثمرة أمناً والريع اطمئنانا

وكانت الثمرة أمناً والريع اطمئنانا

الأمن هو السياج المتين ونهر العطاء المتجدد,الأمن سنابل خير مثمرة في حقول الوطن وغيمة تهمي فوق بساتينه الغناء,إنه ترياق الحياة والقوة الضاربة التي تتحطم على صخرتها أمواج المارقين,إنه التاج الذي يعتمره الجميع والراية المرفرفة على ساريته الشامخة,إنه الحلم الذي يحلق بصاحبه على بساط الاطمئنان ويحط به على أريكة السكينة,انه الهاجس الذي يقفز إلى المخيلة عندما تحتدم الأمور وتشتد الخطوب وتحتكم الأجساد الثائرة إلى منطق البطش وتجنح إلى مبدأ الانتقام بلا قيود أوسيطرة على جموح النفس,حينها تسود الفوضى وينتشر الخوف وتجتاح القلوب موجات من الرعب وتنثال دموع الأسى وترتفع نبرات الحزن على تقاسيم الوجوه المحبطة ,وحينما تضيء شمس الأمن في المغارات الموحشة ويسطع نوره في سراديب الخوف المظلمة ,فإن قافلة الحياة ستمضي بعون الله في طرق الحرية وممرات العزة وستموت في كهوفها كمداً خفافيش الليل العابثة وغربان الخرابات الناعقة وتزدهر حياة الإنسان وترتفع قيمته الحقيقية في ميزان الحياة ,إن الأمن عملة نادرة وخلاصة عمل شاق ومجهود سخي بذله رجال الأمن البواسل بقيادة رجل الحكمة ورجل الأمن الأول صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في سبيل تحقيقه كهدف وغاية لكل مواطن ومقيم على تراب وطن معطاء فتح ذراعية للجميع وأحتضنهم بين جوانحه دون تمييز,سهروا الليالي بعيداً عن مهاجعهم وصارعوا من أجله هجير الصيف وزمهرير الشتاء,هاجمتهم جيوش الهم أياماً عديدة وحاصرتهم نوائب الدهر العابسة ليالي مديدة,جابهوا خلالها تلك الصعاب بصدور صلبة وعزيمة لاتلين,شعارهم التضحية ويقينهم الشهادة,لأنهم تسلحوا بالعلم وتترسوا بالصبر واتخذوا من كتاب الله وسنة نبيه دستوراً ومن توجيهات القيادة نبراسًا فكانت الثمرة أمناً باهراً ورداءً ناصعاً تلفع به الوطن في مسيرته التنموية وحلق بشموخ العز في سماء المجد.
الأمن هو سيد الموقف في كل الأحوال والخميلة المخضرة في مساحات القلوب اليافعة والأسرجة المضيئة في ربوع الحواضر وقراها وتخوم الأودية ,حتى الفلاة اخضرت فيها واحة الأمن,فأورف الظل وطاب المذاق وسرت في النفس راحة البال وتباشير السكينة في وقت عز فيه الأمن واستعصى على كثير من أقطار العالم, إن الأمن لغة عصرية وفن لا يجيده إلا من في صدره سعة تحتوي طوفان الغضب ورباطة جأش تتهاوى أمامها قلاع المكر وأناة تنتزع الشوك ولاتكسر الخلية وبعد نظر يرسم ملامح الطريق ويمهد سبل النجاح ولغة تتسم بالإقناع وقرارات تستند على البينة بعيداً عن التعسف وما ينبثق عنه من قهر وما يترتب عليه من ظلم,فمن هو ياترى صاحب هذه الصفات الفذة ؟
إنه رجل الأمن المستأمن على الوطن هوالذي يحترم مهنته ومن أجلها يتحاشى الجدل المحلق على جناح البيزنطية ويتجنب النقاش الذي يفضي إلى الخلاف,لا يخدش شرف المهنة ولا يمرغ سمعتها في وحل الخيانة,يتحسس بنفسه مواطن الخلل ويسعى لإصلاحها بالحكمة النابعة من ضمير يرتع في حمى الرحمن, تلك هي صفات رجال أمننا الأشاوس وأبطالنا الأفذاذ الذين تناثرت دمائهم الزكية على ثرى الوطن الغالي ليبقى شامخاً عزيزاً متوهجاً معطاءً مرتدياً حلته القشيبة المطرزة بشذرات من الذهب وعقوداً من الجواهر النفيسة المرصعة بحبات من اللؤلؤ , وستبقى بإذن الله عاصمة الخير ومدن النماء في مملكتنا الحبيبة جواهر مصونة ومنارات إشعاع في قلب الجزيرة العربية إن شاء الله ولهذا سيظل التاريخ وفياً مع هؤلاء الرجال العظماء وقائدهم الفذ وستبقى بطولاتهم وتضحياتهم شعاراً ونبراساً للأجيال القادمة لن تمحوها عوامل الزمن ولن تطمسها تراكمات السنين لأنها محفورة في ذاكرة التاريخ ومطرزة بأحرف من نور.

عبد الله محمد فايز الشهري
wehad@hotmail.com
مشرف قسم المقالات بموقع تنومة الإلكتروني
منشور في صحيفة الحياد الإلكترونية
 0  0  2872