سؤال لن تجيب عنه طهران.. من الذي يلعب بالنار؟
سؤال لن تجيب عنه طهران.. من الذي يلعب بالنار؟
بين الحين والآخر يخرج علينا من طهران من يحاول تعكير العلاقات السعودية الإيرانية في تبادل مكشوف للأدوار بين مؤسسات ايرانية مختلفة. وهو اسلوب لم يعد قابلاً لتفسيرات حسن نوايا السياسة الإيرانية بقدر ما هو انعكاس لـ "الضمير المستتر" داخل تلك المؤسسات وعناصرها المتعددة تحت مظلة الاتجاه للخطاب السياسي العقيم الذي يخفي أجندة عقيمة أيضاً. يمكن القول انها اجندة تجاوزتها المرحلة من خلال وعي الشعوب. وإدارة شؤونها برؤية العصر. وبالأمس لم يكن بالإمكان إخفاء جزء من النوايا الحاقدة في طهران عندما أصدر ما يسمى بلجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية لمجلس الشورى الاسلامي الإيراني تصريحاً نعتت فيه السياسة السعودية بـ "اللعب بالنار" في منطقة الخليج وطالبت المملكة بسحب قواتها من البحرين !! وهنا يبرز أكثر من سؤال لن يجيب عنه أحد من أولئك الذين تضيق حناجرهم وتتعثر في حقائق الواقع أمام الممارسة والأدوار المكشوفة.فمن الذي يلعب بالنار في لبنان منذ زمن بعيد؟.. ومن الذي يلعب بالنار في غزة؟.. ومن الذي لعب بالنار في مصر؟.. ومن الذي لعب بالنار في البحرين؟.. ومن الذي ما زال يمارس هذه اللعبة في العراق وفي الكويت؟! من الذي حول سفارات ايران في عدد من العواصم العربية والخليجية إلى مراكز لـ "الجاسوسية" ومخازن للسلاح .. وأدوات للتحريض لزرع الفتنة الطائفية والتآمر على شعوب المنطقة العربية؟. أليست كل هذه "النيران" صناعة إيرانية معلنة وما زالت طهران تحرص على إيقادها بين الحين والآخر؟ !! إنها أسئلة لن يجيب عنها أحد من أولئك المناهضين في إيران لأمن المنطقة العربية ولأمن الخليج بصفة خاصة.وإذا كانت المملكة العربية السعودية هي واحدة من منظومة العمل الخليجي المشترك داخل مجلس التعاون الذي ينطلق من ميثاق أساسه أمن المنطقة وسلامتها , فإنها جزء من جهاز درع الجزيرة الذي يقوم بمهمته في احدى دول المجلس وبطلب من دولة البحرين ذات السيادة والقرار والاستقلال.كما انه واجب فرضته ايران نفسها بعد التدخل في البحرين من أجل النفوذ واللعب على الورقة المذهبية التي لم تستطع ايران التخلص منها في علاقاتها الخارجية. وذلك في الوقت الذي لم يعد لمثل هذه الورقة دور في أذهان صناع القرار ولا شعوب المنطقة بقدر ما يحتكم الجميع إلى أسس الانتماء الوطني وصناعة التنمية تحت مظلة الوعي السياسي والاجتماعي وليس "خارطة المذاهب" بالمواصفات والمقاييس الإيرانية.وبالتالي فإن الموقف الذي يتحدث عنه البعض في ايران سواء على المستوى الحكومي أو على مستوى مؤسسات المجتمع المدني تجاه الوضع في البحرين. والامتعاض من وجود درع الجزيرة هناك : هو تأكيد فاضح للنوايا الإيرانية تجاه أمن المنطقة .. لكنه في نظري يعزز حجم التحديات ومواجهتها بالمسؤولية الاجتماعية والدفاعية لدى أبناء الخليج بكل اتجاهاتهم بعيداً عن كل محاولة "الاختراق الايراني" بالورقة المذهبية. وهي "لعبة النار" التي مارستها طهران وما زالت تشعلها في لبنان والعراق وفي أكثر من موقع من أجل زرع الفتنة وتغذية الصراعات ضد أمن الشعوب العربية واستقرارها!! فيا سادة الوهم الفارسي الكبير توقفوا عن جمع الحطب. واحرقوا خارطة لن تكون إلاَّ في أذهانكم.حتى وإن رسمتم تلك الخارطة داخل مصانع وقودكم النووي الذي يتم تجهيزه خصيصاً ضد أمن الخليج. وضد أهل الخليج فقط لا غير !!
ناصر الشهري
مدير تحرير صحيفة البلاد
مدير تحرير صحيفة البلاد