لم يوحّدنا النفط ولن يفرقنا شعار
لم يوحّدنا النفط ولن يفرقنا شعار
وسط السيرك الإعلامي المصاحب لمجريات الأحداث المحيطة في عالمنا العربي ومن متابعات عامّة لضيوف بعض الفضائيات ممن يتحدّثون في الشأن السعودي نكتشف أن أكثرهم لا يملكون أدوات استيعاب وفهم محطات الاتفاق الوطني، وقبلها السياقات التاريخيّة التي جعلت بلادنا تتوحّد سياسيّا ويتعايش أبناؤها تحت راية واحدة منذ اعلان ولادة كيان سياسي باسم المملكة العربيّة السعوديّة قبل حوالي ثمانية عقود.
لا أعلم لماذا يجهل هؤلاء وهم يراجعون مكوّنات الوحدة أن "النفط" لم يكن آنذاك عنصرا في المعادلة الوطنيّة الجديدة التي صاغها الآباء المؤسسون. كما أنّ السيف كما يروّج واهمون- لم يكن الحاسم في جمع أشتات البلاد فقد كان لكل قبيلة ألف سيف وسيف ، وكان لكل مقاطعة هوية وجاذبية. المؤكّد أن ما تمّ كان مجمع تطلعات ووحدة مصير احتشدت لهما مئات القبائل والمدن مع موحّد قائد وزعيم إمام وِفق معادلة وحدة تاريخيّة تطلّع لها سكّان الجزيرة العربيّة طوال قرون من التشرذم والخوف.
وإنّك لتعجب من (كائنات) فضائيّة تتقافز من شاشة الى شاشة تهرف في الشؤون السعوديّة غير مدركة سرّ هذه الوحدة الفريدة ، ولا مستوعبة منظومة العقد الاجتماعي وركنيها الأساس: نصرة (الدين) وتوفير الحماية (الأمن) للناس. ويجد الباحث انّه طيلة تاريخ الدولة كانت الزوابع والمؤامرات المُعلنة والخفيّة كافية في كل مرة لتجديد الاستفتاء الوطني على متانة قواعد التأسيس وأسس العلاقة بين حكّام استودعهم الله أمانة الناس، ومحكومين منحوهم بيعة لا نكوص عنها عهدا بعهد ووفاء بوفاء.
كنا ومازلنا نعجب من حال خصوم الوطن وهم لا يُسرون بشيء قط ولا يرون جميلا في كل تفاصيل حياتنا نجدهم يطأطئون برؤوسهم لكل حين تروج حولنا، يستبشرون بالخراب ويتنادون للتهويل، تراهم يطلّون من كل فضائيّة تموّلها أثداء مذيعة او تقتات على فتات أنظمة مع كل ناعقة يجتمعون ليزفّوا بألسنة الزور عرائس الفتنة والخراب "ألا ساء ما يزرون".
هل نكتفي بهذا وندّعي اننا حققنا كل طموح الوطن وأن لا أخطاء تستحق المراجعة والتصويب؟ بكل قناعة نقول لا، إذ لا يمكن أن نتوقف عند انجاز الوحدة والتنمية ونستكين، فمن واجبنا ايضا أن نتحدّث رغبة في الاصلاح- عن مكامن الخلل ومواضع النقص لتستمر السفينة مبحرة باسم الله مجريها ومرسيها. سيكون صوتنا داخل خيمة الوطن وحدها، وبين أهلنا ولن نكفّ عن المطالبة - بلا مزايدات - حين تتأخر المبادرات ومشاريع التطوير. بل وسنسمي بعض من آذونا بالفساد ليكفّوا. وأمام كبارنا سنقول كل شيء لأن كلّ ما نطمح اليه من آليات لتطوير شؤوننا السياسيّة والتنموية والاجتماعيّة ستظل فخر صناعتنا المحليّة فلا مكان لشعار مأجور او صوت موتور.
** مسارات:
قال ومضى: مَن صَدَقَكَ أيَّام الْرخَاءِ ، جَدِيْرٌ بِثِقَتِكِ أَيَّام الْشِّدَّةِ..
لا أعلم لماذا يجهل هؤلاء وهم يراجعون مكوّنات الوحدة أن "النفط" لم يكن آنذاك عنصرا في المعادلة الوطنيّة الجديدة التي صاغها الآباء المؤسسون. كما أنّ السيف كما يروّج واهمون- لم يكن الحاسم في جمع أشتات البلاد فقد كان لكل قبيلة ألف سيف وسيف ، وكان لكل مقاطعة هوية وجاذبية. المؤكّد أن ما تمّ كان مجمع تطلعات ووحدة مصير احتشدت لهما مئات القبائل والمدن مع موحّد قائد وزعيم إمام وِفق معادلة وحدة تاريخيّة تطلّع لها سكّان الجزيرة العربيّة طوال قرون من التشرذم والخوف.
وإنّك لتعجب من (كائنات) فضائيّة تتقافز من شاشة الى شاشة تهرف في الشؤون السعوديّة غير مدركة سرّ هذه الوحدة الفريدة ، ولا مستوعبة منظومة العقد الاجتماعي وركنيها الأساس: نصرة (الدين) وتوفير الحماية (الأمن) للناس. ويجد الباحث انّه طيلة تاريخ الدولة كانت الزوابع والمؤامرات المُعلنة والخفيّة كافية في كل مرة لتجديد الاستفتاء الوطني على متانة قواعد التأسيس وأسس العلاقة بين حكّام استودعهم الله أمانة الناس، ومحكومين منحوهم بيعة لا نكوص عنها عهدا بعهد ووفاء بوفاء.
كنا ومازلنا نعجب من حال خصوم الوطن وهم لا يُسرون بشيء قط ولا يرون جميلا في كل تفاصيل حياتنا نجدهم يطأطئون برؤوسهم لكل حين تروج حولنا، يستبشرون بالخراب ويتنادون للتهويل، تراهم يطلّون من كل فضائيّة تموّلها أثداء مذيعة او تقتات على فتات أنظمة مع كل ناعقة يجتمعون ليزفّوا بألسنة الزور عرائس الفتنة والخراب "ألا ساء ما يزرون".
هل نكتفي بهذا وندّعي اننا حققنا كل طموح الوطن وأن لا أخطاء تستحق المراجعة والتصويب؟ بكل قناعة نقول لا، إذ لا يمكن أن نتوقف عند انجاز الوحدة والتنمية ونستكين، فمن واجبنا ايضا أن نتحدّث رغبة في الاصلاح- عن مكامن الخلل ومواضع النقص لتستمر السفينة مبحرة باسم الله مجريها ومرسيها. سيكون صوتنا داخل خيمة الوطن وحدها، وبين أهلنا ولن نكفّ عن المطالبة - بلا مزايدات - حين تتأخر المبادرات ومشاريع التطوير. بل وسنسمي بعض من آذونا بالفساد ليكفّوا. وأمام كبارنا سنقول كل شيء لأن كلّ ما نطمح اليه من آليات لتطوير شؤوننا السياسيّة والتنموية والاجتماعيّة ستظل فخر صناعتنا المحليّة فلا مكان لشعار مأجور او صوت موتور.
** مسارات:
قال ومضى: مَن صَدَقَكَ أيَّام الْرخَاءِ ، جَدِيْرٌ بِثِقَتِكِ أَيَّام الْشِّدَّةِ..
د. فايز بن عبدالله الشهري