بيرسترويكا العرب !!
بيرسترويكا العرب !!
في مرحلة لم تكن محسوبة في التحولات التاريخية للمنطقة العربية بهذا الحجم من الأحداث المتلاحقة والمتقاربة في الشكل والمضمون والخطاب. وذلك في مشهد أكثر إثارة وذهولاً. لعالم يقف على قدم واحدة أمام مصير مجهول محفوف بالمخاطر. رسمته صورة أكثر من شارع عربي قلب معادلة النضال التاريخي ضد احتلال الأراضي العربية المتمثل في عدو مشترك اسمه "إسرائيل" إلى نضال ضد حكوماتهم في استجابة سريعة لصرخة شاب أطلقها ثم انتحر في قريته التونسية الصغيرة لتتحول صرخته إلى "بيروسترويكا" عربية غير محسوبة العواقب وحجم النتائج !!
وإذا كانت هذه المطالبة بالإصلاحات قد دخلت إلى عمق فكر الشباب العربي الذي حمل لواء التغيير : فإن هذا الشعار قد جاء دون استشراف حقيقة الوضع الاقتصادي لتلك البلدان وانعكاسات الأزمة العالمية على المنظومة الدولية بشكل عام.
ودون معرفة بالخارطة السياسية وتشابك المصالح وهي مشكلة أيضاً لم تعمل القيادات العربية على معالجتها في البلدان المعنية قبل استنساخ تجربة شوارع النضال المختلف بكل أجنداته وبكل سلبياته وإيجابياته. وتفادي ما يشكله المشهد من مخاطر على الأمن والاستقرار ووحدة البلدان ومجتمعاتها خاصة وأن مثل هذه المطالب لا يمكن أن تمر دون دماء.
لكنها قد تؤدي إلى نتائج عكسية. ثم لا يبقى إلاَّ النجدة بمن نعتبرهم أعداء الأمة في خطاباتنا العاطفية والنضالية تجاه التحديات !! وعند ذلك نقف على الأطلال في وادٍ غير ذي زرع !!
على مدى التاريخ العربي الحديث سقط أكثر من دكتاتور في نظر شعبه من هرم القيادة.. غير أن السماء لم تمطر ذهباً بعد "رحيله" بقدر ما تفاقمت الأوضاع السياسية والاقتصادية. وتعددت الصراعات الحزبية ومعها ظهور قوى جديدة كانت حساباتها مؤجلة حتى إشعار آخر !!
وبالتالي لا بد من الاعتراف بأن المشهد مؤلماً لما له من تأثير قد يقود إلى ما هو أسوأ وليس إلى ما هو أفضل!! على أنني هنا استثني العقيد القذافي الذي لم يكن جديراً بأن يحكم نفسه. لكنه حصل للأسف نتيجة ممارسات وتراكمات عصفت بالعقل العربي في بيئة بلا حوار.. وفي بيئة مليئة بسلسلة من المحرمات عندما يكون الكلام في السياسة والاقتصاد في سجال بين الأجيال في حين أن مناقشة هذه الهموم تقود إلى التوعية ومعرفة ما كان مجهولاً لشباب يتظاهر بعضهم دون معرفة بالأسباب وذلك نتيجة فرض التعتيم والمحاسبة على الرأي الذي لا ينال بالضرورة من مكونات تلك الأنظمة بقدر ما ينير لها الطريق بعيداً عن ميادين تختلط فيها أصوات الاحتجاج بأصوات الرصاص.. وفيها يختلط الحق بالباطل أيضاً!!
وإذا كان الاقتصاد هو المحرك الأساسي لهذه الميادين بكل شؤونها وجنونها: فإن المجموعة العربية قد اخفقت أيضاً في كثير من مشاريعها الخاصة بمنظومة من الإصلاحات الاقتصادية الشاملة. والتي كان لها قرارات لم تخرج من أدراج الجامعة العربية لرؤية تفعيل حقيقي على الأرض. سواء من خلال السوق العربية المشتركة أو غيرها من تلك التي تنتهي على طاولة الاجتماع في "بيت العرب".
على أن المجموعة العربية قد نجحت نجاحاً باهراً في تكريس مبدأ الخلافات السياسية التي كانت وما زالت هي الأبرز في تاريخ الجامعة .. وهي خلافات ألقت بظلالها على الجانب الاقتصادي الذي بقي مغيباً وبعيداً عن قراءة المرحلة وتجارب الآخرين !!
بقي أن أشير إلى أن بيرسترويكا الرئيس السوفيتي السابق ميخائيل جوربا تشوف قد أطاحت بالإمبراطورية الثانية في العالم ووزعتها إلى دويلات ضعيفة نتيجة إصلاحات لم تأت بما تشتهي منظومة الاتحاد.فما الذي ينتظر بيرسترويكا الشوارع العربية سواء على مستوى الميادين أو القيادات؟!.
وإذا كانت هذه المطالبة بالإصلاحات قد دخلت إلى عمق فكر الشباب العربي الذي حمل لواء التغيير : فإن هذا الشعار قد جاء دون استشراف حقيقة الوضع الاقتصادي لتلك البلدان وانعكاسات الأزمة العالمية على المنظومة الدولية بشكل عام.
ودون معرفة بالخارطة السياسية وتشابك المصالح وهي مشكلة أيضاً لم تعمل القيادات العربية على معالجتها في البلدان المعنية قبل استنساخ تجربة شوارع النضال المختلف بكل أجنداته وبكل سلبياته وإيجابياته. وتفادي ما يشكله المشهد من مخاطر على الأمن والاستقرار ووحدة البلدان ومجتمعاتها خاصة وأن مثل هذه المطالب لا يمكن أن تمر دون دماء.
لكنها قد تؤدي إلى نتائج عكسية. ثم لا يبقى إلاَّ النجدة بمن نعتبرهم أعداء الأمة في خطاباتنا العاطفية والنضالية تجاه التحديات !! وعند ذلك نقف على الأطلال في وادٍ غير ذي زرع !!
على مدى التاريخ العربي الحديث سقط أكثر من دكتاتور في نظر شعبه من هرم القيادة.. غير أن السماء لم تمطر ذهباً بعد "رحيله" بقدر ما تفاقمت الأوضاع السياسية والاقتصادية. وتعددت الصراعات الحزبية ومعها ظهور قوى جديدة كانت حساباتها مؤجلة حتى إشعار آخر !!
وبالتالي لا بد من الاعتراف بأن المشهد مؤلماً لما له من تأثير قد يقود إلى ما هو أسوأ وليس إلى ما هو أفضل!! على أنني هنا استثني العقيد القذافي الذي لم يكن جديراً بأن يحكم نفسه. لكنه حصل للأسف نتيجة ممارسات وتراكمات عصفت بالعقل العربي في بيئة بلا حوار.. وفي بيئة مليئة بسلسلة من المحرمات عندما يكون الكلام في السياسة والاقتصاد في سجال بين الأجيال في حين أن مناقشة هذه الهموم تقود إلى التوعية ومعرفة ما كان مجهولاً لشباب يتظاهر بعضهم دون معرفة بالأسباب وذلك نتيجة فرض التعتيم والمحاسبة على الرأي الذي لا ينال بالضرورة من مكونات تلك الأنظمة بقدر ما ينير لها الطريق بعيداً عن ميادين تختلط فيها أصوات الاحتجاج بأصوات الرصاص.. وفيها يختلط الحق بالباطل أيضاً!!
وإذا كان الاقتصاد هو المحرك الأساسي لهذه الميادين بكل شؤونها وجنونها: فإن المجموعة العربية قد اخفقت أيضاً في كثير من مشاريعها الخاصة بمنظومة من الإصلاحات الاقتصادية الشاملة. والتي كان لها قرارات لم تخرج من أدراج الجامعة العربية لرؤية تفعيل حقيقي على الأرض. سواء من خلال السوق العربية المشتركة أو غيرها من تلك التي تنتهي على طاولة الاجتماع في "بيت العرب".
على أن المجموعة العربية قد نجحت نجاحاً باهراً في تكريس مبدأ الخلافات السياسية التي كانت وما زالت هي الأبرز في تاريخ الجامعة .. وهي خلافات ألقت بظلالها على الجانب الاقتصادي الذي بقي مغيباً وبعيداً عن قراءة المرحلة وتجارب الآخرين !!
بقي أن أشير إلى أن بيرسترويكا الرئيس السوفيتي السابق ميخائيل جوربا تشوف قد أطاحت بالإمبراطورية الثانية في العالم ووزعتها إلى دويلات ضعيفة نتيجة إصلاحات لم تأت بما تشتهي منظومة الاتحاد.فما الذي ينتظر بيرسترويكا الشوارع العربية سواء على مستوى الميادين أو القيادات؟!.
ناصر الشهري
مدير تحرير صحيفة البلاد
مدير تحرير صحيفة البلاد