زنقة) الجامعة العربية !!
زنقة) الجامعة العربية !!
خبر يقول : إن الجامعة العربية تنوي فرض حظر جوي فوق ليبيا. ومع ان القيام بعمل من هذا النوع هو ايجابي في وجه التدخلات الأجنبية بل مطلب الشعوب العربية في مثل حالة ليبيا أو في نزاع بين دولتين عربيتين .غير أنني استبعد ان تقوم الجامعة بتنفيذ ما أشارت إليه في سياق الخبر وذلك لعدة أسباب منها:
ان الميثاق العربي لم يتضمن بنداً يشير إلى حماية أي شعب عربي من قمع نظامه والسطو عليه وحربه من الداخل كما هو حاصل في ليبيا. رغم ان الميثاق يجيز استخدام الردع ضد دولة عربية تعتدي على أخرى وذلك ضمن مسوَّغ الدفاع العربي المشترك الذي لم يتوقف عند العدوان الخارجي.
ثانياً: تضمن الميثاق عدم تدخل الدول العربية في الشؤون الداخلية لأي من الدول الأعضاء.. وهو بند قد حيَّد أي دور للجامعة في مواجهة الأنظمة في حال الاستبداد!! وفي المقابل لم يعطِ النظام العربي حق التدخل لقمع أي تمرد داخلي ضد نظامه.
وبالتالي : فإنه لن يكون أمام الجامعة العربية لفرض حظر جوي فوق ليبيا إلاَّ اصدار قرار خارج إطار الميثاق من خلال قمة عربية طارئة وعاجلة لهذا الغرض بعيداً عن شراكة منظمة الوحدة الأفريقية التي قد تزيد من هوة الاختلاف بين دول الجامعة التي سوف تواجه اصلاً خلافاً حاداً حول المشروع كعادتها في الكثير من الاجتماعات العربية!!
وهنا أقول : إنه في حال نجاح العرب لمواجهة الوضع في ليبيا فإن ذلك سيكون انجازاً غير مسبوق يحمى الدول العربية من أي تدخلات اجنبية في الحاضر والمستقبل ويعطي الأمان لدول وشعوب المنطقة من أي تهديد خارجي في نزاعاتها الداخلية.
ومن ثم العمل سريعاً على صياغة نظام عربي فاعل يتضمن مسوغ الحماية وضمان أمن الأمة العربية بعيداً عن النظام القائم الذي لم يجعل من جامعة الدول العربية سوى بيت متهالك "الجدران" لا نافذة فيه لرؤية أمل يرتقي إلى طموحات الشعوب.
لقد تحدثت كثيراً مع الدكتور عمرو موسى الذي التقيته أكثر من مرة منذ أن كان في الخارجية المصرية وفي موقعه الحالي كأمين للجامعة العربية. وقلت له في آخر نقاش خاص دار بيننا في بيروت : يا معالي الأمين اعتقد ان بيت العرب لا يستطيع مواجهة العواصف والأخطار التي تهب على الأمة دون ان يعاد ترميمه ليكون قادراً على مواجهة التحديات الصعبة.. وأقصد بهذا الترميم صيغة نظام فاعل وقابل للحياة.
وقد وافقني معاليه الرأي بأن الجامعة العربية تحتاج إلى الكثير من الاصلاحات التي تلبي طموحات الجميع. واتفق معي على ان هناك الكثير من التحديات أمام العمل العربي المشترك.
لكنني شعرت ان العرب لم يستغلوا بعد قدرات رجل بحجم عمرو موسى الذي لم تكن بعض كلماته تخلو من إحساسه بالإحباط. نتيجة الوضع العربي الراهن.
بقي أن أشير إلى أن المنظومة العربية أمام المشهد القائم وعبر سلسلة احداث العصر الحديث مازالت بعيدة عن دورها المطلوب رغم تاريخها الطويل في تجربة التكتل وبكل ما ينضوي تحت هذا التجمع من جوانب سياسية واقتصادية واجتماعية وغيرها من فروع بلا ورق في "شجرة يابسة" هي جامعة العرب. في حين يتحرك العالم من حولنا بخطوات متسارعة نحو احداث المنطقة في تأكيد على ان الأمة العربية لا تستطيع معالجة شؤونها دون "فزاعة" من تتهمهم بالتآمر على تقدم هذه الأمة وحضارتها و و و إلى آخر قائمة البيان السياسي وصولاً إلى بيان قائمة الطعام!!
ان الميثاق العربي لم يتضمن بنداً يشير إلى حماية أي شعب عربي من قمع نظامه والسطو عليه وحربه من الداخل كما هو حاصل في ليبيا. رغم ان الميثاق يجيز استخدام الردع ضد دولة عربية تعتدي على أخرى وذلك ضمن مسوَّغ الدفاع العربي المشترك الذي لم يتوقف عند العدوان الخارجي.
ثانياً: تضمن الميثاق عدم تدخل الدول العربية في الشؤون الداخلية لأي من الدول الأعضاء.. وهو بند قد حيَّد أي دور للجامعة في مواجهة الأنظمة في حال الاستبداد!! وفي المقابل لم يعطِ النظام العربي حق التدخل لقمع أي تمرد داخلي ضد نظامه.
وبالتالي : فإنه لن يكون أمام الجامعة العربية لفرض حظر جوي فوق ليبيا إلاَّ اصدار قرار خارج إطار الميثاق من خلال قمة عربية طارئة وعاجلة لهذا الغرض بعيداً عن شراكة منظمة الوحدة الأفريقية التي قد تزيد من هوة الاختلاف بين دول الجامعة التي سوف تواجه اصلاً خلافاً حاداً حول المشروع كعادتها في الكثير من الاجتماعات العربية!!
وهنا أقول : إنه في حال نجاح العرب لمواجهة الوضع في ليبيا فإن ذلك سيكون انجازاً غير مسبوق يحمى الدول العربية من أي تدخلات اجنبية في الحاضر والمستقبل ويعطي الأمان لدول وشعوب المنطقة من أي تهديد خارجي في نزاعاتها الداخلية.
ومن ثم العمل سريعاً على صياغة نظام عربي فاعل يتضمن مسوغ الحماية وضمان أمن الأمة العربية بعيداً عن النظام القائم الذي لم يجعل من جامعة الدول العربية سوى بيت متهالك "الجدران" لا نافذة فيه لرؤية أمل يرتقي إلى طموحات الشعوب.
لقد تحدثت كثيراً مع الدكتور عمرو موسى الذي التقيته أكثر من مرة منذ أن كان في الخارجية المصرية وفي موقعه الحالي كأمين للجامعة العربية. وقلت له في آخر نقاش خاص دار بيننا في بيروت : يا معالي الأمين اعتقد ان بيت العرب لا يستطيع مواجهة العواصف والأخطار التي تهب على الأمة دون ان يعاد ترميمه ليكون قادراً على مواجهة التحديات الصعبة.. وأقصد بهذا الترميم صيغة نظام فاعل وقابل للحياة.
وقد وافقني معاليه الرأي بأن الجامعة العربية تحتاج إلى الكثير من الاصلاحات التي تلبي طموحات الجميع. واتفق معي على ان هناك الكثير من التحديات أمام العمل العربي المشترك.
لكنني شعرت ان العرب لم يستغلوا بعد قدرات رجل بحجم عمرو موسى الذي لم تكن بعض كلماته تخلو من إحساسه بالإحباط. نتيجة الوضع العربي الراهن.
بقي أن أشير إلى أن المنظومة العربية أمام المشهد القائم وعبر سلسلة احداث العصر الحديث مازالت بعيدة عن دورها المطلوب رغم تاريخها الطويل في تجربة التكتل وبكل ما ينضوي تحت هذا التجمع من جوانب سياسية واقتصادية واجتماعية وغيرها من فروع بلا ورق في "شجرة يابسة" هي جامعة العرب. في حين يتحرك العالم من حولنا بخطوات متسارعة نحو احداث المنطقة في تأكيد على ان الأمة العربية لا تستطيع معالجة شؤونها دون "فزاعة" من تتهمهم بالتآمر على تقدم هذه الأمة وحضارتها و و و إلى آخر قائمة البيان السياسي وصولاً إلى بيان قائمة الطعام!!
ناصر الشهري
مدير تحرير صحيفة البلاد
مدير تحرير صحيفة البلاد