×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

هل هذا «الموظف الداهية» في إدارتك؟

هل هذا «الموظف الداهية» في إدارتك؟


شخصيّة" الموظف الداهية" نموذج إداري عجيب لا تخطئه العين ... تراه يتنقل من مكتب إلى آخر في أروقة (معظم) المنشآت الحكوميّة وفي (بعض) المؤسسات الخاصة أسميناه هنا " الموظف الداهية" . ومن أبرز مواصفات هذا الموظف قناعته بأهميته في المجتمع الإنسانيّ متسلحاً بيقين لا يقبل المناقشة بأنه وحده القادر على فهم المشكلات المستعصية ، وهو لا يستنكف حتى عن تقديم الاستشارات العاطفيّة والماليّة للموظفين الجدد والقدامى. ومن مواهبه الإدارية تمكنه من تشويش علاقات إدارته بكل الإدارات التي لا تقدر مواهبه وفي ذات الوقت هو قادر على تشبيك إدارته ومديره في كل حفل وفي كل مناسبة اجتماعية كانت أو وطنية. وفي هذا الباب فلا تستغرب حينما تعرف أنه عضو في لجنة للصحة العامة وفي ذات الوقت تجده يدافع عن جدوى السماح بمقاهي "المعسّل" في وسط المدينة.

ولا تعجبْن لو وجدت صاحبنا يوما ما خارجاً من اجتماع لجنة أصدقاء نادي الهلال ، ثم يسارع للحاق بحفل عشاء رابطة مشجعي نادي النصر. ولا مانع عنده طبعا إن وجد وقتا بين هاتين المناسبتين من المشاركة باسم إدارته في اجتماع لجنة نقل موقع "حراج" السيارات، أو في فريق عمل دراسة جدوى تشجير الشوارع بشجرة "البرسوس".

هذا النموذج حينما تراه يسير مذهولا أمامك فلأنه مشغول بمبادلة أجهزة الجوال محاولا الإمساك بما تطاير من بطاقات التعريف بشخصياته المتعددة، وحينما تطلّ على سيارته ستجد دهن العود معلقا بولاعة السجائر، وعلى المقعد الأمامي تتناثر بطاقات دعوة ومجلات لا تجدها إلا في "صوالين الحلاقة" ولكن قيمة هذه المجلات المضافة هي مقالات صاحبنا فيها حول مشاريع الإصلاح وتنوير الشباب. أما المقعد الخلفي لسيارته فتحتله ثلاثة "بشوت حساويّة" بألوان مختلفة لزوم المهمات العاجلة. والعجيب في حال صاحبنا انه في حال اجتماع المختصين في إدارته سواء لإقرار خطة أو دراسة مشكلة لابد أن يكون هو أوسطهم وأعلاهم صوتا لا لمكانته الوظيفيّة وإنما لقناعته وحده بأن عدم وجوده قد يهدّ إنجازات السنين التي له وحده الفضل فيها.

ومن خصال هذا الموظف الداهية حرصه على حضور المناسبات العامة حتى بدون دعوة وحين (يتمجلس) مع الصابرين في اليوم الثاني فسيبدأ حديثه بعبارات مثل " قال لي الوجيه فلان والكاتب فلان ولكنني لم اتفق معهما، وقد اعتذرا لي عن نقص معلوماتهما. أمّا أميز مواهب صاحبنا التي لا ينافسه فيها أحد فجرأته على حمل ألقاب علميّة وإداريّة أخذها إما بالمجاملة أو بالتزوير. ومن مكارم صاحبنا التي لا تنتهي إصداره الكتب وتسويقها لتعميم الفائدة كون محتواها يمثل كما قال له مسؤول كبير- إنقاذاً للوطن من كل علله ومشكلاته.

سؤالي هل رأيت مثل هذا "الموظف الداهية" في إدارتك؟

*مسارات:

قال ومضى: تأمل وهو في مكتبه الجديد (منجزات) ماضيه فلم يجد إنجازا سوى إحرازه (المركز الأول) في (بطولة القفز) على أكتاف الآخرين.
.

د. فايز بن عبدالله الشهري
 0  0  2746