×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

هل نكذب ما ترى أعيننا ، لنصدق ما قيل لنا ؟

أ. منى الشهري
بواسطة : أ. منى الشهري
هل نكذب ما ترى أعيننا ، لنصدق ما قيل لنا ؟

طلبت من الصديق الطبيب فتح امعاء ذلك المصاب بالخبيث وزرع منظار مقيم في داخله ونقل الاخبار لي اول بأول بعد أن استخرت الخالق فيما سافعل فقد خفت بان يحتسب من التجسس ولكن الامر سار كما اخطط له وكأن الاستخارة حللته لي ويسرته وبدأت العملية عن طريقي فقد كنت جسر العبور وقد نظفت المكان واعددته لدخول الطبيب بعد أن عقمته استعداداً للعملية ودخل الطبيب وبعد الإنتهاء من عملية التخدير والعبور الي الضفة الآخرى بهدوء وسكينة ودون أن يشعر الوسيط بأننا استخدمناه لنصل إلى أمعاء ذلك المريض كانت الكارثة

اتضح لي بأن هذا المريض ليس مصابٌ بالخبيث في امعاءه فقط بل في كل جسده ,لقد تسلل مرضه الخبيث ليشمل اناساً ظننت بأنهم اصحاء وكنت اتمنى أن لا ارى فيهم مكروهاً قد نقل اليهم مرضه الخبيث فهل الخبيث اصبح مرضاً معدياً في هذا العصر ؟

وبدأت عملية نقل الاخبار عن صحة المريض وتطور المرض والحالات التي يمر بها لي خطوة خطوة ومعها صور الاشعة الفاضحة والمخزية

مناظر بشعة تتنافى مع كل ذي طبيعة فطرية

وأناسٌ كانوا أناساً أو كنت قد حسبتهم اناساً دئبوا على أكل لحوم إخوة لهم بدون وجه حق ونسوا قول الحق تبارك وتعالى : ( وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ ٌ) الحجرات:الآية 12

وفي كل خطوة كنت ابكي لأني أعلم بأن ذلك المريض لا يدري بأن هذا المرض قد يفتك به في أي لحظة خاصة وأني رأيت انتشاره السريع في جسده وتأسفت على حاله لكنه أراد لنفسه هذه النهاية ولكني سألت
كيف له بأن يصدق كلامي أن أخبرته ؟ وهو ينعم بصحة جيده ولا يشكو من ألم ؟
وهل تصدق الناس في هذا الزمان ما تسمعه أم ما تراه ؟
وليس هذا السؤال او الآخر ما شغلا ذهني ولكن هناك سؤال هو فعلاً ما شغلني الا وهو
هل نكذب ما ترى أعيننا ...........؟ لنصدق ما قيل لنا .............؟

وهل من قال لنا هو على صواب لدرجة أننا قد نكذب لأجله عيناً رأت وأُذناً سمعت
هذا يعني بأننا حمقى لا نفهم ولا نعي
وإلا كيف نكذب البصر ورؤيا العين لنصدق ترهات وحكايات المصابين بالخبيث وهم في نزاعاتهم الأخيره إنها حمى المرض تجعلهم يقولون مالا يفقهون ؟

الخبيث فتك بكل شيء ولم يدع شيئاً إلا وغزاه
واسفي على حال الزمان
واسفي على ما وصل إليه ذلك المريض ومن تبعه ، يبدو بأن (الكيماوي) مرحلة لن تجدي نفعاً فيمن تفشى فيهم الخبيث ولا البتر سيكون مجدياً
والعلاج الوحيد الموت للخلاص من الألم ، ولكن من سيخلصهم من عذاب الآخرة .
وقد يكون في موتهم رحمةً لهم ، ذلك أنهم سيعانون في الفترات القادمة معاناة بالغة لن يستطيعوا تحملها جراء ما أقترفت ايديهم
و الله تعالى يقول { إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ }
أخرج البخاري ومسلم عن جابر " أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ( اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة "
والحبيب المصطفى يوصي معاذ بن جبل لما بعثه إلى اليمن : فيقول له : ( واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجابٌ )

رفعت الأقلام وجفت الصحف

أ . منى الشهري
بواسطة : أ. منى الشهري
 0  0  7366