×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

تنظيف الجروح

ابو فراج
بواسطة : ابو فراج


بسم الله الرحمن الرحيم
تنظيف الجروح


الأزمات التي تمر بها اغلب الشعوب العربية حاليا ليست بعيدة عن الأصابع القذرة الخارجية والأحلام التآمرية للدول التي تحلم بالهيمنة والدول التي تريد إحياء أمجاد قذفها التاريخ في مزبلته.
إلا أنني لا أنكر وقوع كثير من أخطاء الحكومات العربية أدت وساعدت إلى حدوث ما يحدث الآن .. إذ أن الشباب هم عماد الأمة عليهم تبني الأمم أمالها وأحلامها وقدراتها .ولايجب مطلقا تجاهلهم بل كان من المتوجب تهيئة فرص العمل والحياة الشريفة لهم واحترام قدراتهم وسنين دراساتهم ومعاناتهم.. والاعتراض السلمي لايشكل خطراً ، إنما الخطر أن يتحول إلى عبث . ولن يظل الزعماء قابعين في أماكنهم حتى يموتوا .. التغيير إلى الأفضل مطلوب وإعطاء الفرصة لتجديد السبل والأساليب مندوب وكم من الزعماء خدموا بلادهم وشاركوا في حروبها وقادوا معارك مثل (مبارك) وغيره ولكن ليس بالضرورة البقاء دائما بنمط واحد وأسلوب واحد وطرق عفا عنها الزمن ولكن يجب عدم نسيان ما قدموه وحفظ ماء الوجه لهم. وثورة شباب مصر رفعت شعارات متنوعة أهملتها الدولة وهي في نظري المتواضع (العدالة الاجتماعية، وتوفير فرص العمل ،ومكافحة البطالة ، والسيطرة على انفلات الأسعار، ومزيد من الحرية المقبولة اجتماعيا ) وكل هذه المطالب مشروعة وكان يجب العناية بها والعناية بالخريجين الذين لم تتنبه الحكومة لتعسف القطاع الخاص معهم وأخذت مكان المتفرج ... ورؤساء الدول نسوا أن يأخذوا العبر ممن سبقهم ، ولا ننسى الجنرال (ديجول) بجلالة قدره في بلده وأوربا.. صاحب الانجازات العظيمة ومؤسس الدولة الفرنسية الحديثة .. وزعيم المقاومة الشعبية التي قاومت الاحتلال الألماني ديجول العظيم تعرض شخصيا لمظاهرات عام 1968م من طلاب الجامعات الفرنسية . انتهت باستقالته .. وغيره كثير .. لذلك لايجب أن نغضب بل نحتاج إلى كثير من التروي والتعقل واستدراك الكوارث قبل حدوثها وعدم النوم على أحلام الماضي .. إن تطورات العصور الحديثة والضغوط المتولدة عنها ومتابعة الأحداث تجبر كل عاقل على التفكير العاجل السريع لإيجاد حلول لمشاكل في الطريق ولاينتظرها حتى تأتي بل يسابق الزمن إليها . ويقابلها بكل عزم واقتدار ويلبي مطالب شعبه وأمته وعلى رؤساء الدول أن يدركوا أن كرامتهم من كرامة أوطانهم وان شبابهم لهم الحق في أن يعيشوا في ظل حياة مستقرة تضمن لهم كرامتهم وإنسانيتهم ولابد من تنظيف الجروح لشباب مصر وتونس واليمن وجميع أبناء الوطن العربي بأيادي معقمة وطاهرة لأخصائيين مهرة من فئة أولئك الذين ساهموا في إنقاذ البشرية من كثير من المهالك والشرور وليسوا من جيل الشعارات والخطب الإنشائية (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ)سورة الرعد آية "11" والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل...

بقلم / محمد بن فراج الشهري ..

alfrrajmf@hotmail.com
بواسطة : ابو فراج
 0  0  3289