ربيع الكلام المحظور!!
ربيع الكلام المحظور!!
المظاهرات كلمة أصبحت عنوان الحياة اليومية في المشهد العربي.. وأكثر مفردات الاستخدام اليومي من قاموس اللغة واستهلاك أكثر للخوض في السياسة بكل ألوانها وأطيافها وممارساتها..
وكلمة المظاهرات دشنت لمرحلة من تجسيد العبارة في مشهد الميدان والشارع العربي. لتكسر حواجز "الممنوع من الصرف" وذلك في موسم يمكن وصفه "بربيع" المظاهرات وشعارات الكلام. لمن لم يكن يجرؤ على الكلام !!
ميادين عربية اكتظت بالمظلومين والفقراء والبلطجية وآخرين من الفضوليين وغيرهم من الذين ساروا في الزفة بلا هدف ولا معرفة بتفاصيل القصة.. على طريقة (مع الخيل يا شقراء) !!
وعلى الجانب الآخر تقف بعض الحكومات رافعة شعار السيد "عميل" والسيدة "مؤامرة" في محاولة للخروج من الميدان بأقل الخسائر!!
حصل ويحصل هذا في الوقت الذي يجد فريق آخر نفسه ملتزماً الصمت لرؤية النتائج في نهاية المطاف.. ثم لا يلبث أن يرتمي في أحضان الفائز من حلبة المواجهة . سواء كان ذلك مع أو ضد إرادته .. وهذا الفريق هو صفوة المفكرين وأصحاب الرأي وعقلاء المجتمع الذين لم يكن لأصواتهم تأثير في الدعوات إلى الاصلاح ومعالجة الأمور دون ميادين ولا صراخ.
حصل ويحصل هذا أيضاً عندما يكون من "بطانة" الحكام من يتبرع بنقل صورة غير أمينة لصانع القرار ويؤكد له أن كل شيء على ما يرام!!
مشهد الشارع العربي اليوم مؤلم.. ومحزن.. ومقزز وإن شعر البعض بنشوة الانتصار الذي قد تصل نتائجه إلى ما هو أسوأ.
ومن ثم فإن الميادين لا تعكس الثقافة العربية ولا يجب أن تكون البديل عن الحوار بين الحكومات والشعوب.
غير أن الأخير مرهون بالاستماع إلى الرأي وتفعيل الإصلاحات من قبل الحكومات بعيداً عن "النرجسية المفرطة" وكذلك مرهون بالطرح الذي لا يهدف إلى المصالح الذاتية ولا المزايدة والمصادرة. ومحاولة نشوء إمبراطوريات جديدة لا تلبث الشعوب أن تدفع ثمنها من خلال فواتير مؤجلة في أجندة الصراع.
وهو ما يتطلب العمل على تغيير هذا المشهد ودرء تداوله من واقع برامج إصلاحية تلبي متطلبات الشعوب دون اللجوء إلى خيارات الفوضى وثقافة الميادين.
ناصر الشهري
مدير تحرير جريدة البلاد
مدير تحرير جريدة البلاد