×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

وما قدروا الله حق قدره

التحرير
بواسطة : التحرير

وما قدروا الله حق قدره



الحمد لله الكبير المتعال ذي الطول لا إله إلاهو شديد العقاب الجبار المتكبر سريع الحساب توعد العاصين له بأليم العذاب تعرف إلى عباده بعظيم نعمه وجليل مننه يزبد من شكر ويدعو من كفر ويغفر لمن استغفر وصلوات ربي وسلامه على من أرسله ربه رحمة للعالمين ففتح برسالته أعيناً عمياً وأذناً صماً وقلباً غلفاً فأعز به بعد الذلة وكثر به بعد القلة وجعل الذلة والصغار على من خالف أمره فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد . . .
أيها المسلمون . . إن أعز الوصايا وأعظمها وأكملها وأجملها الوصية بتقوى الله فأوصي نفسي وإياكم بتقوى الله فقد أفلح من أخذها وعمل بها وخاب وخسر من أعرض عنها . الأخلاء بغيرها أعداء يوم القيامة (( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين
. عباد الله . . في ظل ما يعيشه العالم من متغيرات وما يغشاه من صراعات وما يراه الناس من تتابع للأحداث والمستجدات نسي فريق من الناس أو تناسو ا (( الله )) جل جلاله وتقدست أسماؤه (( قل هو الله أحد )) أحد في ربوبيته أحد في ألوهيته أحد في أسمائه وصفاته أحد في ملكه لا يسئل عما يفعل وهم يسألون لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه . أحد يعز من يشاء ويذل من يشاء يؤتي الملك من يشاء وبنزع الملك ممن يشاء , أحد يهب لمن يشائ إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو بزوجهم ذكراناً وإناثاً ويجعل من يشاء عقيما , يقول للشيء كن فيكون لايعجزه شيء في الأرض ولا في السماء . الغيب عنده شهادة والسر عنده علانية يرى ويسمع , يعطي ويمنع ويخفض ويرفع يعز ويذل يغير ولا يتغير هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو على كل شئ قدير أحاط بكل شيء علماً وأحصى كل شيء عددا . (( وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين )) , سبحت له السماء وأفلاكها والأرض وسكانها والبحار وحيتانها . أقرب إلى عبده من حبل الوريد يبدئ ويعيد ويفعل ما يريد وما ربك بظلام للعبيد . كيف تنساه وقد أوجدك من عدم وشفاك من سقم أطعمك من جوع وسقاك من ظمأ وكساك من عري علمك من الجهالة وهداك من الضلالة , (( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون )) كيف تعصاه ونفسك بيده وقلبك بين أصابعه تكتب ملائكته عملك يسوق إليك أجلك قبل أن تبلغ أملك فيكون إليه منقلبك
(( هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون )) . يتوب على التائبين ويقيل عثرات المتعثرين يجيب دعوة المضطرين بابه مفتوح للسائلين أرحم بعباده من الأم بولدها يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ويبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار (( يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم )) . شديد عقابه أليم أخذه قوي بأسه (( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد)) أهلك عاداً الأولى وثمود فما أبقى وقوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى والمؤتفكة أهوى فغشاها ما غشى . ألم تر كيف صنع بالقرون الأولى عندما سخرت من نذره واستهزأت بشريعته , لقد جعل فيها آيات للمتوسمين وعبرة للناظرين . أغرق بالطوفان قوم نوح وأهلك بالريح قوم عاد وعذب بالصيحة قوم ثمود . وفي زلزال تسونامي في دول شرق آسيا هلك الآلاف في ثوان معدودات . (( قل أرأيتكم إن أتاكم عذابه بياتاً أو نهاراً ماذا يستعجل منه المجرمون , أثم إذا ما وقع آمنتم به آلآن وقد كنت به تستعجلون )) . اغتر بحلمه الجاهلون ونسي علمه الغافلون وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون . تأملوا عظمة المخلوقات لتدركوا عظمة الخالق سبحانه. عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( بين السماء الدنيا والتي تليها خمسمائة عام وبين كل سماء خمسمائة عام وبين السماء السابقة والكرسي خمسمائة عام وبين الكرسي والماء خمسمائة عام والعرش فوق الماء والله فوق العرش لا يخفى عليه شيء من أعمالكم )) صححه الألباني . والكرسي هو موضع قدم الرب عز وجل . وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله تعالى من حملة عرشه , ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة سنة )) رواه أبو داود وصححه الألباني . وقال عليه الصلاة والسلام (( رأيت جبريل له ستمائة جناح كل جناح منها قد سد الأفق )) هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه . إنه لن يحرك ساكن ولن يسكن متحرك إلا بإذن الله وبمشيئته وإرادته قال الله تعالى : (( وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم مافب البر والبحر وما تسقط من ورقة إ لا يعلمها ولاحبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين )) . بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم . . .


الخطبة الثانية

الحمد لله إله الأولين والآخرين وقيوم السماوات والأراضين وصلى الله وسلم وبارك على رسول رب العالمين خاتم الأنبياء وصفوة المرسلين وعلى آله وصحابته والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . عباد الله . . يقول الله عز وجل (( فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا وما كانوا بآياتنا يجحدون )) قال المفسرون : أي كما تركوا أمره وضيعوه تركهم في العقوبة فتأتي عليهم الأحقاب فلا كشف عذاب ولا برد شراب ولا حسن جواب ولا إكرام بخطاب ذلك جزاء لمن لم يعرف قدر ربه . عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( يؤتى بالعبد يوم القيامة فيقال له : ألم أجعل لك سمعاً وبصراً ومالاً وولداً وسخرت لك الأنعام والحرث وتركتك ترأس تربع فكنت تظن أنك ملاقي يومك هذا فيقول : لا , فيقول الله : (( اليوم أنساك كما نسيتني )) رواه مسلم وغيره . وفي الصحيحين من حيث ابن مسعود رضي الله عنه قال : جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد : إنا نجد أن الله يجعل السماوات على إصبع والأراضين على إصبع والشجر على إصبع والماء على إصبع والثرى على إصبع وسائر الخلق على إصبع فيقول أنا الملك . فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقاً لقول الحبر ثم قرأ (( وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة. فماذا يقول المعرضون عن الله المتهاونون بأوامر الله المرتكبون لحدود الله في الصحيحين أيضاً من حديث أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى لآدم يوم القيامة : يا آدم اخرج بعث النار قال يا رب وما بعث النار قال من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون إلى النار وواحد إلى الجنة .. عباد الله .. صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه ...





بواسطة : التحرير
 0  0  2580