×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

رفقا بالشباب

التحرير
بواسطة : التحرير

رفقا بالشباب

الحمد لله الذي خلق الناس أطوراً وجعل هذه الأمة أقل الأمم أعماراً وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير ، وصلى الله وسلم وبارك على الرسول المصطفى والحبيب المجتبى نبينا وحبيبنا محمد صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحابته والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلَّم تسليماً كثيراً أما بعد :
عباد الله أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله تعالى .....
أيها المؤمنون : لقد أمر الله بالعدل في الأقوال والأحكام فقال سبحانه : ( وإذا قلتم فاعدلوا ) وقال جل ذكره :
( وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ....) .
إذا تقرر ذلك أيها الإخوة فإني سأتحدث هذه الجمعة عن الشباب ولست في موقع الدفاع عن الشباب لكن أرجوا أن أكون منصفاً .
لقد ساد في المجتمع نظرة غير صحيحة عن الشباب ..
فالمعروف المتداول أن الشباب لا يقدرون المسؤولية وأنهم في الغالب يتوقع حدوث الأخطاء منهم بكثرة فلا بد من حجب الثقة فيهم والتعامل معهم بقوة وتقطيب الجبين عند رؤيتهم والشك في نواياهم عند التحدث معهم .
فالوالد في منزله يريد تربية وفق ما يراه هو لأن الابن أصلاً لا يعرف مصلحته .
والمدرسة تريد طالباً يتلقى منها عدداً من المعارف والذي لا يتقن تلك العلوم فهو بارد الإحساس بليد الفكر. والمجتمع يريد شاباً يرث تقاليده فيكون قوله : ( إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون ).
وعند عدم تحقق هذه الصفات في البيت أو المدرسة أو المجتمع لدى الشاب فإنه يصبح عديم الصلاحية .
وإن كان حقاً ما يقول هؤلاء إلا أن البحث عن الجوانب المضيئة والصفات الحميدة في شخصية الشاب قد اختفت لأنه لم يكن كما هو والده أو معلمه أو مجتمعه في ناحية معينة .
مع أن شبابنا ولله الحمد لا تخلوا شخصياتهم من جوانب خيرة وصفات حميدة يشكرون عليها .
وإذا كنا صادقين جادين في بناء شباب يرتقون ذرى المجد ويستنزلون هامات القيادة فلننظر ما الذي يقدم لشبابنا.
إن الإمطار الإعلامي المقيت الذي تقتل به الفضيلة ويُداس فيه الحياء وتروج فيه الرذيلة ويُلمع فيه السَقَطة يجعل من العسير وجود نشأة صالحة .
ثم إن خلوّ بعض المجتمعات من القدوات الصالحة الواعية وغياب الشخصية المقنعة المعتدلة جعل الشباب يتيهون في مسيرتهم .
ألم تر إلى إبراهيم عليه الصلاة والسلام الذي امتثل أمر ربه وقد رأى في المنام ذبح ابنه فقال لابنه ( يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك ) ، ولا حظ أسلوب الوالد مع ولده في أمرٍ كهذا إنه يناديه فيقول يا بني ثم يختم بقوله فانظر ماذا ترى، ولأن إبراهيم كان قدوةً صالحةً مستجيباً لأمر ربه قال له الابن ( يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ).
ثم إن غياب لغة الحوار وطرق الإقناع وعدم الاستماع إلى حجج الشباب ومحاولة إقناعهم بما هو خيرٌ لهم . بل إنه في كثير من الأحيان يرد كلامهم جملةً وتفصيلاً بصوابه وخطئه دون نقاش أو حوار ..
إن ذلك جعلهم يخفون في أنفسهم مالا يبدون لك ويجعلهم يكفون عن مشاورة آبائهم وإخوانهم أو غيرهم، وإنما يسأل صاحباً له أو صديقاً ربما كان من الخطأ أن يستشيره .
أوَ ليس يوسف عليه السلام عندما رأى الرؤيا ذهب إلى والده مباشرة وقال : ( يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر ... )
جاء شاب إلى النبي r يستأذنه في الزنا فَهَمَّ به الصحابة فقال دعوه ، ثم قال للشاب أترضاه لأمك قال لا قال كذلك الناس لا يرضونه لأمهاتهم أترضاه لأختك قال لا قال كذلك الناس لا يرضونه لأخواتهم أترضاه لخالتك قال لا قال كذلك الناس لا يرضونه لخالاتهم أترضاه لعمتك قال لا قال كذلك الناس لا يرضونه لعماتهم قال الشاب فوالله ما شيء أبغض إلي من الزنا .
إننا نحتاج أن ننمي لغة الحوار مع أبنائنا وطلابنا حتى يكونوا على قناعة بما نريد منهم ، ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما رأى الحسين قد أخذ ثمرة فقال له ( كخ كخ ) دعها أما علمت أنا آل البيت لا تحل لنا الصدقة .
ولكن الواقع والمؤسف أنه عند صدور أخطاء من أبنائنا أو شبابنا . إما أن نفسره كما نريد نحن دون أن نعرف أسباب وقوع الشاب فيه ،
أو نلجأ إلى التشهير بهذا الشاب والتشفي منه في المجالس والأماكن العامة ونعير والده به .
ويلجأ بعض الآباء إلى طرد الولد من البيت ظناً منه أنه قد عاقبه عقوبةً شديدة ..
ويصحب ذلك تنقصه أمام الناس والأقارب ومقارنته بزملائه وأقرانه وأنهم خير منه أما هو فلا خير فيه ولا صلاح .
ولكن نوح عليه السلام عندما جاء الطوفان كان يخاطب ابنه فيقول ( يا بني اركب معنا ولاتكن مع الكافرين قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين ) .
اللهم أصلح شباب المسلمين ...




(((((((((( الخطبة الثانية ))))))))))

الحمد لله رب العالمين ولي الصالحين ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء وخاتم المرسلين وعلى آله وصحابته والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد :
أيها الإخوة / إن الرفق في التعامل مطلب شرعي ينبغي أن نتعامل به مع شبابنا وإخواننا فوالله إنا نحب لهم ما نحبه لأنفسنا ولقد قال صلى الله عليه وسلم : « إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانة ولا ينزع من شيء إلا شانه »
ومن يحرم الرفق يحرم الخير كله .
وبين الله لنبيه عاقبة الفظاظة والغلظة فقال : ( ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك )
ولقد أمر الله موسى وهارون أن لا يقولا لـفرعـون وهو الذي كان يقـول : ) ما علمت لكم من إله غيري ( ، وقال )أنا ربكم الأعلى ( ومع ذلك كله أمرهما أن يقولا له قولاً ليناً قال تعالى فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى ) .
ثم إننا بحاجة أيها الأخوة إلى الدعاء لشبابنا بأن يصلحهم الله ..
وأوصي الوالدين خاصة بكثرة الدعاء لأبنائهم وتحري أوقات الإجابة فإن الله يقول عن عباده : ( والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً ) .
وكان إبراهيم عليه السلام يدعو فيقول : ( رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء ) .
ويحذر الآباء والأمهات من الدعاء على أبنائهم فقد قال عليه الصلاة والسلام : ( لا تدعوا على أبنائكم ولا تدعوا على أنفسكم لا توافقوا من الله ساعة فيستجاب لكم ... ) .
بواسطة : التحرير
 0  0  2482