×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

عزيزي الأب عزيزتي الأم

أ. منى الشهري
بواسطة : أ. منى الشهري
عزيزي الأب عزيزتي الأم


تشغل تربية الأبناء حيزاً كبيراً من إهتمامنا وتسنحوذ على تفكيرنا طوال الوقت حول الكيفية التي نستطيع من خلالها وضعهم على الطريق الصحيح,بيد أن هناك أموراً كثيرة يجب علينا قبل الشروع في تنفيذ خططنا التربوية أن ندركها جيداً ونؤمن بها ونتأقلم معها وأن يكون لدينا قناعة تامة بأن أبناؤنا لن يكونوا استنساخاً منَّا ولن يكونوا هكذا ذات يوم حتى وإن كنا في أفضل حالاتنا الإجتماعية المرموقة التي نتوق إلى أن يكونوا في مستواها أو أن يكونوا نسخة منَّا بالضبط بحكم هذه المكانة.
نعم نحب ابناؤنا وبناتنا ولكن لا يجب ابداً أن نستخدم سلطتنا الأبوية عليهم لجعلهم نسخة كربونية منا أو صورة لما رسمناه لهم في مخيلتنا والحذر من محاولة تحقيق الأحلام عن طريقهم .
إن الأمر يتطلب اعداداً جيداً للأبناء على حد سواء ، ثم نترك لهم الخيار فيما بعد في كيفية تنظيم حياتهم واختيار رغباتهم وتحقيق احلامهم ولنبتعد عن عقوبة التوبيخ المباشر حتى وإن تبين لنا بأن اختيارهم كان سيئاً بل نوجههم ونشرح لهم بلطف اسباب إختلافنا معهم ، فليس من العدل أن يقال لهم ( لا ) في كل شيئ ولأي سبب دون ذكر المبررات لذلك الرفض القاطع لكل تصرفاتهم حتى لا يشعروا بأن هناك إجحاف بحقهم وتسلطاً عليهم وإستخفافاً بتفكيرهم فيصروا على جانب الخطأ والسير فيه ليثبتوا بأنهم على صواب ، وبدلاً من أن يتراجعوا عن الخطأ بسبب وضوح رؤيتنا الصائبة بحكم فارق خبرتنا في الحياة عن خبرتهم البسيطة إلا أنهم سيعاندون ليثبتوا أنهم على صواب وربما هذا العناد قد يكون سبباً في ضياع عامٍ من العمر وربما اكثر ، فاذا ما لاحظنا بأن الأبناء يصرون على آراهم فليس أمامنا سوى توضيح وجهات نظرنا بالدليل والبينة بطريقة هادئة بعيدة عن الصراخ ولهجة التوبيخ المشحون بالغضب والتشنج ثم نشعرهم بأننا سنترك لهم حرية الاختيار وعليهم تحمل النتائج أياً كانت مع عدم إغلاق منافذ الحوار معهم متى ما أحتاجوا لبعض النصائح التي تعينهم على تحقيق أهدافهم,وهذا يعزز الشعور لديهم بأهمية الأخذ بآرائنا فيما بعد حينما يشعرون بأهمية الأخذ بأيديهم عند إصطدامهم بأول عقبة تواجههم.
إننا بحاجة إلى تربية الأبناء بما يلائم عصرهم ومجتمعهم ولنتذكر قول الصحابي الجليل والخليفة الراشد عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه : «لا تقسروا أولادكم على أخلاقكم فإنهم خلقوا لزمن غيرزمنكم»[ونحن نعلم جيداً بأن كل زمان يختلف عن غيره فلهم زمنهم ولنا زمننا.
إنها رسالة تربوية موجهة لكل أب وأم يعيشون صراعاً تربوياً مع أبنائهم في أي مرحلة من مراحل التربية التي تتطلب صبراً حتى تنضج العقول الغضة وتهدأ النفوس التي تصارع هواها في دوامة المراهقة العمرية للشاب والشابة في مقتبل أعمارهم.

أ / منى الشهري
حصري لموقع تنومة
بواسطة : أ. منى الشهري
 0  0  7284