رحل مبارك وبدأت الأسئلة
رحل مبارك وبدأت الأسئلة
ما حظيت به استقالة الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك من ردود فعل إيجابية لم تكن سوف تظهر بهذا الزخم لولا أن مبارك استجاب لمطالب الشعب.. في وقت مبكر كانت مسافته 18 يوماً.. وهي فترة اضاعت 30 عاماً من تاريخ رجل لا يمكن مصادرته كرمز وطني وعربي له ثقله السياسي ومكانته الدولية.
ومن ثم فإن الرجل الذي خدعه رفقاء النظام من «جوقة» كان لها التأثير المباشر في إدارة مرحلة دارت عجلاتها على تاريخ قائد بحجم حسني مبارك. لم تساعده تلك المجموعة السابقة من رفقاء الأمس والعمل على إنقاذه من فارق الزمن ما بين 18 يوماً و30 عاماً.كانت كفيلة بتحديد موقعه من المعادلة.. التي جاءت نتيجتها غير قابلة للقسمة «على اثنين» عندما تمسَّك بفترة لا تسمن ولا تغني من «مجد أو تاريخ» خاصة بعد مشهد القتلى والجرحى.. و»أفلام البلطجية».
قد يكون ذلك من قبل سادية الحكم في نظر البعض وقد يكون من أجل البحث عن مخرج مشرف.. في حين يقول الواقع إنه اسلوب العسكر عندما يحكمون لفترة طويلة من الزمن ويتوارثون السلطة والنرجسية معاً!!
مبارك الذي بكى عليه حتى بعض معارضيه كان يمكن أن يغلق ملف خدمته بشهادة «تقدير وحسن سيرة و سلوك» لو استمع إلى أصوات المصريين قبل أن يعبروا كوبري (اكتوبر)الذي كان يراهن عليه كشعار يحميه من الثورة. فكان وهماً آخر لم يلبث أن يختفي تحت دماء شهداء من داخل الحدود.. وعلى جبهة بلا سلاح .. إلاَّ من صوت ينادي بالرحيل.
كان يمكن لمبارك أن يبحث عما يمكنه أن يقلل من حدة التوتر داخل ميدان التحرير لولا انه لم يستخدم أدوات راهن عليها أيضاً للخروج من المأزق وذلك عندما اتهم المحتجين بالعمالة والمؤامرة.
وهو رهان أو مشجب لم يعد صالحاً للاستخدام السياسي ولا شعاراً يسقط مطالب الشعوب بالشكل الذي كان يتم استخدامه على امتداد الوطن العربي. بقدر ما أصبح ذلك الشعار من الوجبات «منزوعة الدسم» على مائدة السياسة.
هذا الاتهام رفع من سقف المطالب الشعبية وارتفعت بعده وتيرة الاحتجاج في مشهد كان أكثر حدة واصراراً في ردة فعل غاضبة ضد خطابه الأخير الذي ظهر فيه متحدياً لإرادة شعب لم يكن يريد الوصول إلى هذه النتيجة المؤلمة عندما لم يبق سوى فرض الرحيل!!
غير أن الأسئلة هنا في نظري بعد كل هذه الساعات والأيام التي خطفت الأضواء من أحداث العالم.. هي الأسئلة التي بدأت منذ ليلة أمس الأول وكيف يمكن أن تبدأ مرحلة ما بعد البيان رقم واحد؟.
وما هي الإجراءات التي سوف يتم اتخاذها بشأن الدستور .. وهل سيكون التغيير الكامل أم «الترقيع» لما هو موجود.. ومصير الحكومة القائمة ومجلسي الشعب والشورى وإعادة هيكلة المؤسسات الحكومية لمواجهة الفساد .والكثير من الهموم التي تنتظر الجيش الذي يجد نفسه اليوم أمام معركة تغيير الداخل وعينه على الحدود مع الخارج .وكذلك رفع سقف المطالب الشعبية لما هو أبعد من رحيل الرئيس .وهي مطالب بدأت يوم أمس بأسلوب مختلف.
ورغم الثقة الدولية والمصرية قبل كل شيء في جيش ممتلئ بالقيم والثقافة الوطنية. إلاَّ أن الخوف هو أن تبدأ مرحلة من الصراعات الحزبية ونشوء أحزاب جديدة ومؤدلجة لتصفية حسابات قديمة قد تكون عشوائية في بعض جوانبها واحالة تلك التراكمات لثورة لم يكن لأحد فيها طرف إلاَّ الشعب بكل أطيافه.
لكن الذي يخلق التفاؤل اليوم هو أيضاً حجم ثقافة الحوار عند المصريين وحجم المسؤولية لبناء وطن بحجم مصر. وضرورة تماسك نسيجه الاجتماعي لمواجهة كل التحديات. حتى لا يكون ميدان التحرير مرجعية للتغيير!!
ومن ثم فإن الرجل الذي خدعه رفقاء النظام من «جوقة» كان لها التأثير المباشر في إدارة مرحلة دارت عجلاتها على تاريخ قائد بحجم حسني مبارك. لم تساعده تلك المجموعة السابقة من رفقاء الأمس والعمل على إنقاذه من فارق الزمن ما بين 18 يوماً و30 عاماً.كانت كفيلة بتحديد موقعه من المعادلة.. التي جاءت نتيجتها غير قابلة للقسمة «على اثنين» عندما تمسَّك بفترة لا تسمن ولا تغني من «مجد أو تاريخ» خاصة بعد مشهد القتلى والجرحى.. و»أفلام البلطجية».
قد يكون ذلك من قبل سادية الحكم في نظر البعض وقد يكون من أجل البحث عن مخرج مشرف.. في حين يقول الواقع إنه اسلوب العسكر عندما يحكمون لفترة طويلة من الزمن ويتوارثون السلطة والنرجسية معاً!!
مبارك الذي بكى عليه حتى بعض معارضيه كان يمكن أن يغلق ملف خدمته بشهادة «تقدير وحسن سيرة و سلوك» لو استمع إلى أصوات المصريين قبل أن يعبروا كوبري (اكتوبر)الذي كان يراهن عليه كشعار يحميه من الثورة. فكان وهماً آخر لم يلبث أن يختفي تحت دماء شهداء من داخل الحدود.. وعلى جبهة بلا سلاح .. إلاَّ من صوت ينادي بالرحيل.
كان يمكن لمبارك أن يبحث عما يمكنه أن يقلل من حدة التوتر داخل ميدان التحرير لولا انه لم يستخدم أدوات راهن عليها أيضاً للخروج من المأزق وذلك عندما اتهم المحتجين بالعمالة والمؤامرة.
وهو رهان أو مشجب لم يعد صالحاً للاستخدام السياسي ولا شعاراً يسقط مطالب الشعوب بالشكل الذي كان يتم استخدامه على امتداد الوطن العربي. بقدر ما أصبح ذلك الشعار من الوجبات «منزوعة الدسم» على مائدة السياسة.
هذا الاتهام رفع من سقف المطالب الشعبية وارتفعت بعده وتيرة الاحتجاج في مشهد كان أكثر حدة واصراراً في ردة فعل غاضبة ضد خطابه الأخير الذي ظهر فيه متحدياً لإرادة شعب لم يكن يريد الوصول إلى هذه النتيجة المؤلمة عندما لم يبق سوى فرض الرحيل!!
غير أن الأسئلة هنا في نظري بعد كل هذه الساعات والأيام التي خطفت الأضواء من أحداث العالم.. هي الأسئلة التي بدأت منذ ليلة أمس الأول وكيف يمكن أن تبدأ مرحلة ما بعد البيان رقم واحد؟.
وما هي الإجراءات التي سوف يتم اتخاذها بشأن الدستور .. وهل سيكون التغيير الكامل أم «الترقيع» لما هو موجود.. ومصير الحكومة القائمة ومجلسي الشعب والشورى وإعادة هيكلة المؤسسات الحكومية لمواجهة الفساد .والكثير من الهموم التي تنتظر الجيش الذي يجد نفسه اليوم أمام معركة تغيير الداخل وعينه على الحدود مع الخارج .وكذلك رفع سقف المطالب الشعبية لما هو أبعد من رحيل الرئيس .وهي مطالب بدأت يوم أمس بأسلوب مختلف.
ورغم الثقة الدولية والمصرية قبل كل شيء في جيش ممتلئ بالقيم والثقافة الوطنية. إلاَّ أن الخوف هو أن تبدأ مرحلة من الصراعات الحزبية ونشوء أحزاب جديدة ومؤدلجة لتصفية حسابات قديمة قد تكون عشوائية في بعض جوانبها واحالة تلك التراكمات لثورة لم يكن لأحد فيها طرف إلاَّ الشعب بكل أطيافه.
لكن الذي يخلق التفاؤل اليوم هو أيضاً حجم ثقافة الحوار عند المصريين وحجم المسؤولية لبناء وطن بحجم مصر. وضرورة تماسك نسيجه الاجتماعي لمواجهة كل التحديات. حتى لا يكون ميدان التحرير مرجعية للتغيير!!
ناصر الشهري
مدير تحرير صحيفة البلاد
مدير تحرير صحيفة البلاد