×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

أخبرني كم حسود لديك .. أخبرك من أنت

أخبرني كم حسود لديك .. أخبرك من أنت
لا يوجد للحاسد علامة تميزه عن غيره حتى يتقى شره ،فربما يكون الزميل أو المدير أو الجار أو القريب أو غيرهم . وفي الحقيقة لا يهم أن يكون الحاسد مميزاً بقدر أهمية الاحاطة بحقيقة ما يعانيه من مرض ، وحقيقة هوسه العنيف بضرب العقول المبدعة وشل أفكارها أينما كانت ، وقد أثبت التاريخ بأن الحسود لا يمكنه الهدوء بغير ما يشبع فراغات فضوله وشبق نقمته وغروره ، مهما كلفه الأمر .
ولا مرية في أن الناقمين على الناجحين كثر بكثرة الناجحين أنفسهم ، وربما أن لكل ناجح في الوجود ناقم أو أكثر يحذو خطوات نجاحه بالتشكيك حذو القذة للقذة ،أظن بأنه يجب على الناجح ادراك حقيقة وجود الحسد كمفهوم شيطاني ابتدعه ابليس اللعين وبثه في دم وعواطف بعض البشر لا سيما من يشكو عقدة النقص والدونية وفقدان القيمة تماماً كإدراكه وجود الشر مع الخير جنباً إلي جنب في هذه الدنيا للوصول إلي أرضية واقعية يستطيع الناجح الوقوف عليها والتأقلم مع كل ما من شأنه تقويض عزائمه ، وبالتالي التمكن من الإجابة عن تساؤلات عدة أهمها السبب المفضي بالحاسد للفرح بالزلات والطيران مع الهفوات ، وكيف أنه لا يرى في المبدع غير رذيلة الرياء والتسلق والتزوير والتملق مهما كانت مبررات النجاح لديه واضحة وجلية .
أعتقد أن أكثر ما يجب أن يلقى على وعي كل ناجح وهو يخوض غمار إبداعاته التيقن بأزلية الصراع بين النجاح والفشل ، فإن عوّل كثيراً على آراء الحاسدين ومن يتقمص دور الناقدين فقد أوكل همته وجذوة عزيمته إلي الفشل ، لكنه مع الادراك الجيد لهذا الصراع سيضمن بإذن الله التوازن المكافئ لحجم تطلعاته وأحلامه .
أخي الناجح .. يقول آرثر شوبنهاور وهو الفيلسوف الألماني الشهير : ( الحسد أعلى درجات الاحترام في ألمانيا ) .. أتدري ما معنى هذا : معناه أن كلما علا شأنك وذاع أمرك بين الناس ازداد الحاقدون عليك وكثر المتربصون بك في مظهرك وألفاظك ، أو خصوصياتك وتاريخك ، وأحياناً نياتك ومقاصدك .. وهم بهذا الترصد لك إنما يعبرون عن عمق ما تستحقه من احترام .. و ذلك شأن العظماء دائماً مع الحسد وعلى مر التاريخ ، فبات من المؤكد أن مع تغاضيك عما يقال عنك في الخفاء أو في العلن بخصوص استحقاقية نجاحك أو عدمها ستحظى بفرصة كبرى لتدوين اسمك ضمن قائمة العظماء المحسودين
.

.
.
.
عبدالرحمن ظافر الشهري
 0  0  5927