×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

قراءة في ميدان التحرير

قراءة في ميدان التحرير

في زمن مختلف .. وفي مكان أكثر اختلافاً يقف المصريون على أطلال التاريخ الذي كتبه ميدان التحرير.. والذي اختزل الكثير من قصص أولئك الذين تركوا مواقعهم لملامح الزمن.
وما بين الخديوي إسماعيل وطلعت حرب وسليمان باشا وصولاً إلى الملف المثير تجسيداً وتوثيقاً والمتمثل في المتحف المجاور : بدأت قصة أكثر إثارة وهي تكتب واقعاً يفرض التغيير ليس في خارطة السياسة المصرية الحديثة.. ولكن أيضاً في مسمى المواقع التي لن تستثني ذلك الجسر الذي يعد رمزاً لبطولات أكتوبر .. ثم مات فوقه المصريون بالجملة تحت عجلات سياسة كانوا يعتقدون أن إطاراتها لن تغتال ديمقراطية تحولت إلى أشلاء تلفها الدماء، فوق كوبري الانتصار!!
في ميدان التحرير.. ومن تلك البنايات العتيقة المجاورة . كان المشهد أكثر إيلاماً حيث تم استخدام أنقاضها ومن شرفاتها تنهال حجارة لم يكن يعرف أوائل الفراعنة أنها ستكون يوماً أداة حرب إلاَّ ضد «الغزاة»!!
وما بين دورة التاريخ والبحث عن التغيير تتوقف «الدورة الدموية» في مشهد الموت.. ولا عزاء لديمقراطية قد تأتي أو لا تأتي .. وقد تختفي مع جمل «رمح» برجلة وهرب من بين الحشود بعد أن وجد نفسه وقد «ورطه» صاحبه في معركة لم تكن محسوبة النتائج!!
ويظل الحبل مشدوداً ما بين ميدان التحرير وقصر «العروبة» مرهونا بنتائج ما تقرره أمة ملأت الأرض ثقافة وفناً وبطولات تضرب في أعماق التاريخ.. وأسئلة مازالت تبحث عن إجابات مستقبل يلفه الغموض وحجم أدوات الصراع.لثورة ستفرض تغيير مسميات «الأماكن» وإن أخفقت في التغيير السياسي. هروباً من الاستدعاء المسبق لتهمة «المؤامرة» التي تشكل طوق نجاة عند بعض الأنظمة وثالثة الأثافي عند الشعوب العربية.
فيا أهل مصر العزيزة.. أما آن لهذا الليل المعتم أن ينجلي؟
ويا أنشودة الشرق: هل يليق أن تنتحر القصيدة على ضفاف النيل وتبكي الألحان على أنقاض التاريخ؟.


ناصر الشهري
مدير تحرير صحيفة البلاد
 0  0  2716