وادي الغيل - محافظة المجاردة
وادي الغيل
يقع وادي الغيل على الحدود الشرقية لمحافظة المجاردة ويتميز وادي الغيل بطبيعة رائعة الحسن عمادها الخضرة الدائمة بأشجار الموز والبن والكادي وغيرها من النباتات المثمرة والعطرية، التي اشتهر بها هذا الوادي إضافة إلى اعتدال الجوى مما دفع الأولين إلى وصفه بأنه (جنة بين نارين) يعنون بذلك الحر الشديد لصيف تهامة والبرد القارس لشتاء السراة،واعتدال هذه المنطقة المتوسطة بين نوعين من الطقس إلى درجة تهيأ معها كل هذه الجمال للمدرجات الزراعية الصغيرة التي احتوى كل واحد منها عشرات الأصناف من الأشجار، وقد زادها اهتمام المزارعين بها جمالاً على جمال فالأهالي يهتمون جداً بهذه المزروعات اهتماما يصل إلى حد الحب والاعتزاز بكل ما تنتجه هذه الأرض.
ومنازل وادي الغيل تم بناء معظمها من الحجارة في نسق تنظيمي إبداعي رائع وفق قياسات وزوايا هندسية مهارية رائعة تم من خلالها مراعاة كثير من الأمور الهامة، لعل أهمها مراعاة جوانب الطقس والمناخ في هذا الموقع، فهذه المنازل تبنى من الحجر وتغطى بالخشب والطين وأحيانا يتم تغطية جدرانها أيضا بالطين أو الأسمنت ثم طلاؤها بالبوية، وتراعى التهوية الصحية وأشعة الشمس، كما أن المنازل في وادي الغيل متلاصقة مع بعضها البعض ولها (سراديب) أي طرق داخلية توصل إليها وتتكون هذه المنازل من أدوار متعددة تصل إلى ثلاثة أدوار تتصل مع بعضها بدرج مبني من الحجر أيضا ورغم التلاصق بين هذه المنازل ألا أنها تحفظ خصوصية العائلة بشكل تام.
يعمل أهالي هذا الوادي بالزراعة بشكل أساسي وخصوصاً زراعة البن والموز والأزهار العطرية وأهمها الكادي والبرك والشذاب والريحان، حيث يتم زراعتها في مساطب صغيرة يتم توزيعها بين السكان في سفح الجبل ويتم التعاون فيما بين الأهالي في إيصال المياه إلى تلك الحقول بكثير من العدل والتساوي والتكافل الاجتماعي عن طريق ما يسمى ب (النوبات) أي تحديد أوقات معينة لكل مجموعة من الحقول طوال الأسبوع لسقايتها.
ويتم القطف من هذه الحقول في مواعيد محدده تتراوح بين مساء الأربعاء وفجر الخميس ويتم تسويق هذه العطريات بعد تصنيفها وتصفيفها في حزم متوازنة تمهيداً لبيعها في سوق الخميس "بخاط" حيث يتراوح سعر الحزمة بين خمسة إلى عشرة ريالات، ويعتمد الكثير من الأسر على دخل هذه العطريات والموز البلدي والبن عالي الجودة وتعد هذه الأنواع من الأشياء المستهدفة والمطلوبة من قبل الزبائن من أهالي تهامة وزوارها بشكل عام وتجد رواجاً منقطع النظير مقارنة بمثيلاتها المستوردة من خارج وادي الغيل.
عسل وادي الغيل
يعد عسل وادي الغيل من أجود أنواع العسل المتوفرة في أسواق تهامة بشكل عام ويعمل بتربية النحل عدد كبير من الأهالي حيث يعتمد النحل في غذائه على الطبيعة والنباتات المتوفرة في الوادي، كما يوجد شجر السدر والسمر والشوك الذي ينتج عنه أجود أنواع عسل السدر وعسل السمر وعسل الشوكة، كما أن أصحاب النحل لا يستخدمون (التغذية) للنحل او تقديم العصائر المصنعة والسكر نظراً لتوفر الغذاء الطبيعي ولاهتمامهم بجودة العسل وتوفر المياه الطبيعية من الشلالات،
نظراً لطبيعة البكر والجمال الأخاذ والنسمات العطرية الرقراقة التي تداعب وجنات الزائر والمقيم في هذا الوادي إضافة إلى الغطاء الأخضر الذي يكسو هذا الموقع وتوفر معطيات الجمال بشكل شبه مكتمل فإن هذا الوادي بحاجة الى لفتة من بلدية محافظة المجاردة لدراسة ايجاد مواقع جلوس عائلية وأخرى للشباب ومواقع لوقوف السيارات، وكذا الاهتمام بتوسيع الطريق الحالي وإنارته وصيانته وذلك بالتنسيق مع شيوخ القبائل والأهالي في وادي الغيل.
مصدر النص : صحيفة الرياض - الكاتب /محمد صالح الشهري
مصدر الصور : منتديات مجالس المجاردة - الكاتب / محمد ال عامر
http://almjardh.com/vb/showthread.php?t=4750
مزيد من المعلومات عن محافظة المجاردة
http://www.tanomah.com/magz/articles...how-id-155.htm