×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

خلطة وليد بيك !!


خلطة وليد بيك !!
ما يميز الحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان هو ذلك الرجل الغريب في تصرفاته ومفاجآته .. لديه ثقة مفرطة إلى حد تصديق نفسه أولاً وأخيراً ولا يهمه الآخرين..وليد جنبلاط رئيس الحزب أجابني يوماً ونحن على الطائرة أن على الجميع أن يعرف أنني من عائلة جنبلاط وكفى.كان ذلك بعد أسئلة مطروحة حول الحالة السياسية في لبنان وحجم خطورتها قبل اتفاق الطائف عام 1989م.
وليد بيك الذي ما زال يتسلح فقط بالإرث العائلي تاه بين المواقف المتعددة وأصبح أكثر استهلاكاً للمتغيرات المناخية للسياسة التي يقودها في حزب لم يعد يعرف المنتمون إليه متى يقول وليد بيك نعم ومتى يقول لا؟.. فهو الذي يقرر ما يمحو كلام الليل !!
وليد جنبلاط الغارق في النرجسية حتى فوق ما تبقى من شعر رأسه . كان لا بد أن يحشد أكبر عدد من وسائل الإعلام قبل أيام من إعلان موقفه من الأزمة الحكومية القائمة في لبنان.. وكرر التنويه عن ذلك عدة مرات في محاولة لجلب أكبر تغطية لمنبره الذي عادة ما يتجاوز الحشد الإعلامي لأي رئيس دولة.. وهو ما يهم وليد بيك قبل كل شيء..لكن كيف جاء الإعلان الذي روج له رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان؟
كان إعلانا صريحاً للتناقض. حين أكد في مؤتمره الحاشد قبل أمس عن وقوفه إلى جانب كل من سوريا وحزب الله !! وهو إعلان يستبق النوايا لدى من ارتمى في أحضانهم. ولكنه وليد بيك يبحث عن طوق النجاة بعد أحداث الجبل في العام 2006م عندما هددته مدافع حزب الله. ذات يوم كان قبله يرفع شعار الرفض لكل من حزب الله وسوريا ويكيل لهما الشتائم.!!
في هذه المرحلة يبدو أن جنبلاط أصبح يدرك أن دروس الماضي التي لم تخلُ من العقاب الذي كان سيجتاحه في عاصفة الجبل لن يتركه هذه المرة لو حاول أن يعمل على تغيير المسار الذي كان قد مهد له بعد ذلك التهديد المباشر له ولحزبه.
وهو الحدث الذي أجبره على رسم خارطة طريق نحو أعداء الأمس متخلياً بذلك عن مواقفه السابقة أكثر من 180 درجة في مشهد لم يكن غريباً على رجل يمارس الكوميديا السياسية في بلد ليس بحاجة إلى أكثر من لاعب يركض خلف استثمار كوارثه القديمة والجديدة كل على طريقته الخاصة.
باختصار يبدو أن وليد بيك قد أدرك جيداً من الذي سيحكم لبنان في مرحلته القادمة.. فكان لا بد من إعداد خلطة مميزة للهروب إلى الجانب الآخر وأن يتحصن مبكراً حتى لا يسقط برصاصة الرحمة!!.

ناصر الشهري
مدير تحرير صحيفة البلاد
 0  0  3001