×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

صرخة الشعوب الجائعة

صرخة الشعوب الجائعة

قبل مجيئ العديد من مرشحي بعض الأحزاب السياسية إلى سدة الحكم في بلدانهم فلابد وأن وعوداً خيالية قد سبقتهم بطبيعة الحال ولن تستغرب إن قال احدهم أنه هبة من الله وهبهم إياه كي يعيشوا في رغد من العيش وامن وأمان على جميع المستويات وانه سوف ينتهج قانوناً للرئاسة يمنع من خلاله تعدد فترات الرئاسة أو التوريث وسوف يكرس وقته لإنتشالهم من حالة الفقر خلال فترة وجيزة .

وبنظرة عامة لما يجري في وطننا العربي نجد أن الأمر لايعدو كونه وسيلة للوصول إلى كرسي الرئاسة لتختفي بعدها تلك الوعود سريعاً وتبدأ عجلة المعاناة تدور على أكتاف ذلك الشعب المغلوب على أمره وكأن أبطال تلك الحملات الإنتخابية الرئاسية حينما يطلقون وعودهم لايعون مدى صعوبة الأمر ولا يدركون أنها غير مجدية ما لم تكن برامجهم واضحة وأهدافهم محددة أساسها التطوير والبناء وقيادة الدولة بحكمة متجلية ترسم ملامح النهضة منذ الوهلة الأولى لتسلم الرئاسة تدعمها الكفاءات البشرية والموارد الطبيعية المختلفة التي تعين على تنفيذ الوعود والسير بها على الطريق الصحيح قبل الترجل عن كرسي الرئاسة .

إن ممارسة الديمقراطية ليس إلا عملاً إحترافياً شوهد في أماكن مختلفة من العالم ولكنه لم يكن بذات الجودة حينما هبت رياحه في بعض البلدان العربية فتحركت معها آمال الشعوب وتغنت بها قلوبهم حينها وهم يضعون أوراقهم الإنتخابية ومعها أحلامهم الوردية في صناديق الإقتراع الوهمية

إن نظرية إبقاء الشعوب على جوعها يضمن بقاءها صامتة ماهي إلا خدعة أرسى الغرب دعائمها في الدول النامية قبل أن تنكشف أنها لعبة ينطبق عليها المثل (حبل الكذب قصير) ولم ينظر الغرب في سجلات التاريخ التي حفظها لأكاسرة فارس وقياصرة الروم وهي تحكي سير الخلفاء الراشدون التي إعترفوا من خلالها بعدلية حكمهم والتي تدرس في مناهجنا من الصغر وحتى الجامعات والتفاخر بأولئك الخلفاء الذين كانوا ينامون تحت ظل الأشجار دون حراس أو حواجز بينهم وبين شعوبهم وحكموا سنوات لم يكن في بال رعيتهم الخروج أو التظلم من جبروتهم لانه لا يوجد لديهم شيء منه فهم ارسوا العدل والأمن والعيش الرغيد لشعوبهم حتى أنهم في عهـد الخليفة الـخــامس عمــر بن عبدالعزيــز رضي الله عنه قاموا بجبي الزكــاة بالقوة ولم يوجد فقير واحــد تعطى له .
فهل تطعم الأفواه وتفتح للنفوس أبواب الرزق وتمنح الحرية الإيجابية للمغلوبين على أمرهم في أماكن كثيرة من العالم سادها البؤس والفقر وتضورت بطونهم جوعاً وقد سئموا الوعود حتى تفجرت الأرض من تحت أقدامهم غضباً .

بقلم
عبد الرحمن متعب



 0  0  7534