×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

د . أبو عرَّاد في مُرافعاتٍ على مقولات الشهر(2ـ3)

د. أبو عرَّاد في مُرافعاتٍ على مقولات الشهر
سجلها : محمد عداوي (2- 3)


المظاهرات مُجرد تنفيس عن المشاعر وتفاعلات آنية لا يعقبها فعل كبير ونافع ، ونجاح أوباما غير مُمكن نظرًا لوجود إدارة أمريكية تُسير وفق مُرادات وخطط لن يستطيع أن يتجاوزها أوباما ولا سواه . وعبارات كُتابنا أصبحت مُفخخةً بكلمات الحرب والتصدي بدلاً من التصحيح والتهذيب لأنها تعكس الحالة النفسية التي أصبحنا فيها وأننا في حالة تنمُّر . وفي وسط العناء نخشى أن يمتد الشر إلى آخر معاقلنا \" الأُسرة \" فيحل بها مخايل الجفاء الأُسري المُشاهد .
بهذه القناعات تقدَّم الدكتور صالح بن علي أبو عرَّاد الشهري( عميد كلية المعلمين السابق في أبها ، وأستاذ التربية الإسلامية المُشارك بجامعة الملك خالد في أبها ، والكاتب والباحث التربوي ) في تعليقاته على بعض المقولات التي سادت في الأيام الماضية . فإلى مُرافعات الدكتور الشهري :


( 5 )الأُمة لا بُد أن تُحارب أولاً كل صنوف الازدواج في السلوك إن هي أرادت أن تقف بقوةٍ أمام العدوان الإسرائيلي المُتنمر .
د . هاشم عبده هاشم .


كنت أتمنى لو أن الكاتب - وهو صحافيٌ كبير - ابتعد عن لغة المُصطلحات ، وحرص على أن يُبيّن مقصوده للقراء ، الذين أجزم أن نسبةٌ كبيرةٌ منهم لا يمكن أن يستوعبوا عبارة ( صنوف الازدواج في السلوك ) على حقيقتها لأنها يمكن أن تُفسر بأكثر من معنى ، ثم لماذا تُستخدم كلمة ( تُحارب ) ؟ ولماذا لا تُستخدم كلمة ( تُصحح ) ؟ أم أن رهبة العدوان الصهيوني المُتنمر قد جعلتنا في حالة حرب حتى ونحن نجلس في مكاتبنا ؟!

( 6 ) اعتقال شرطة أفغان تواطؤا مع طالبان ، وعددٌ منهم يُعلن انشقاقه وانضمامه إلى قوات طالبان .
خبر صحفي .

ليس هذا بغريبٍ في مجتمعٍ تسوده الفوضى وعدم الاستقرار - والعياذ بالله من ذلك - فستظل الأمور في المجتمع الأفغاني غير واضحة ، وستبقى الرؤى مُتداخلة ، والأوضاع غير مستقرة ما دام الأمن مفقودًا ، وما دامت التيارات السياسية البائسة تعصف بأبناء البلاد في كل اتجاه .


( 7 ) صحفنا تتقدّم و قنواتنا تتقهقر . لماذا ؟
محمد الأحيدب / كاتب سعودي .

على الرغم من احترامي لهذا الرأي إلا أنني لا اتفق معه بالكلية ، فصحفنا وقنواتنا تسير في طريقٍ واحدةٍ تقريبًا مع بعض الفوارق الطفيفة ، فصحفنا لا يزال فيها بصيصٌ من الأمل لأنها لا تزال تخضع - مرغمةً - لشيءٍ من الرقابة والضبط وإن كان يسيرًا ، ولكنها لم تتقدم في شيء سوى أن بعض من ينتسبون إليها يحاولون الخروج عن المألوف من المبادئ والقيم ، وربما أسندت الأمور فيها إلى من لا يوثق في أمانتهم ولا خبراتهم ، أما قنواتنا فهي على طرفي نقيض إذ إنها لا تخرج في الغالب عن أحد الاتجاهين : اتجاهٌ منضبط بدرجةٍ مُملة وجامدة . واتجاهٌ آخر منحلٌ بدرجةٍ مؤسفةٍ ومُقززة .
أما كثيرٌ من أصحاب القنوات الفضائية وليس الكل ، فأقول لهم : إذا لم تخافوا الله تعالى ، ولم تراعوا تعاليم الدين الحنيف وما حث عليه من مراعاة الآداب ومكارم الأخلاق ، وغلبتكم شهوات النفس وحب الدرهم والدينار ، فتذكّروا قول الشاعر :
ومن كانت تجارته المعاصي أضاع الباقياتِ الصالحاتِ


( 8 ) المسلسلات الكوميدية لم تعُد جاذبة .
عنوان صحفي .

هذا أمرٌ طبيعي في واقعنا المعاصر فقد ضحكنا كثيرًا وقهقهنا طويلاً حتى كاد مخزون الضحك والإعجاب عندنا أن ينفد ، ثم إن ما يُسمى بالمستوى الفني لهذا النوع من المسلسلات قد فقد مصداقيته ، وانحدر مستواه ، وأصبح هابطًا في طرحه ومضمونه ، وأصبح معظم ما يُقدمه الإعلام تحت اسم ( الكوميديا ) عبارةٌ عن همزٍ ، ولمزٍ ، وسخريةٍ علنية ، وطرحٌ غير منطقي في قضايا لا يُمكن أن تُعالجها مجرد اللقطات المُضحكة والعبارات التهريجية .


( 9 ) العقل التكفيري يعتمد أولاً على مبدأ تهميش العُلماء .
عبد الله السعوي / كاتب سعودي .

ليس مستغربًا أن يكون ذلك كذلك ، فأصحاب هذا الفكر التكفيري العفن لا علم عندهم ولا حُجة ولا بُرهان ؛ وليسوا إلا أصحاب فكرٍ ضال ، ومنهجٍ منحرفٍ ، وفهمٍ سقيمٍ ، وحماسٍ غير منضبطٍ نتجت عنه ردود فعلٍ طائشةٍ ، وأعمال تخريبة ، ومفاسد عظيمة ، وحتى لا تُكشف نواياهم وتتضح حقيقتهم وزيف دعاواهم ، فهم يعمدون دائمًا إلى تهميش العُلماء الصادقين ، والطعن فيهم وفي علمهم ، ورفض مقولاتهم ونُصحهم ، وتأليب الناس عليهم وهذا مسلكٌ خاطئ وأمرٌ مرفوضٌ ولاسيما أن منزلة العُلماء الصادقين محفوظة عند سواد الناس الأعظم وصدق قول الشاعر : من كان فوق محل الشمس موضعه فليس يرفعه شيءٌ ولا يضع

ــــــــــــــــــــ
هذه المرافعات نشرت في مجلة الرابطة الصادرة عن رابطة العالم الإسلامي
كتبها د.صالح بن علي أبو عراد الشهري
أستاذ التربية الإسلامية المشارك بجامعة الملك خالد في أبها
كاتب وباحث تربوي
 0  0  3037