هل يحق لنا التطوع للإغاثة في العيص؟
هل يحق لنا التطوع للإغاثة في العيص؟
دائما نشاهد في الأخبار عند حصول مصائب وكوارث في البلدان الغربية والشرقية ما عدا بلادنا أن هناك عددا كبيرا من المتطوعين يعملون جنبا إلى جنب مع رجال الدفاع المدني ومن الواضح جدا أنهم مدربون ومؤهلون للقيام بمثل تلك الأعمال.
في حين نشاهد عندنا في الكثير من الحوادث التي حصلت مثل العواصف أو السيول التي شهدتها مناطق المملكة أو ما تشهده بعض المدن من نشاط بركاني وزلزالي هذه الأيام - نسأل الله أن يلطف بإخواننا هناك - لم أسمع ولعل غيري سمع - أن الدفاع المدني فتح باب التطوع لمن أراد ذلك، واجتمع بهم وشرح لهم آلية العمل ومن يعمل في المقدمة ومن يعمل في الخلف ومن يعمل في الإخلاء وكذلك الإيواء ....الخ
الملاحظ أنه وبعد حصول الكارثة نشاهد أهل الفزعات من \"النشامى\" يتسابقون مشكورين للنجدة بما يستطيعون وما يطيقون، ولكن بدون تنسيق وبدون تدريب، بينما البعض الآخر يقف مقتنيا جواله ومقتنصا صورا تاريخية لمآسي إخوانه المسلمين، وكأن قلوبهم قدت من حجر، ولعل ما حصل في مدينة حائل مؤخرا خير شاهد على ذلك.
قد يظن البعض أن التطوع في مثل هذه الأمور لا بد أن يكون من أشخاص ذوي خبرات وقدرات فائقة، في حين لا يعدو الأمر أن يكون ربما حتى مجرد إرشاد النازحين أو المشردين إلى أماكن الإيواء، حيث أن بعضهم لم يغادر منطقته منذ نشأ فيها، وليست لديه الخبرة بالطرق عدا طرق بلدته المنكوبة، فهذا باب، والأفكار في التطوع لا يمكن أن تقف عند حد، ومن طريف ذلك ما شاهدته وشاهده بعضكم من تطوع البعض في الزلزال الذي ضرب إيطاليا مؤخرا من تطوع البعض للبس ملابس المهرجين، والترفيه على الأطفال المنكوبين، ومحاولة تخفيف الأثر النفسي الذي تعرض له هؤلاء الأطفال.
الخلاصة: أرى أن ثقافة التطوع لدينا لازالت مرتبطة بمبادرات أجهزة الدولة، كما حصل في أزمة الخليج عندما أعلن عن فتح باب التطوع وتسابق العشرات للانخراط في صفوف المتطوعين والذين انتهى برنامج تأهيلهم بمجرد انتهاء الأزمة، ولم يتم الاستفادة منهم في مثل ما ذكرت من أعمال الإغاثة والإنقاذ فيما بعد، وما يزال الدفاع المدني أو الهلال الأحمر، أو الأجهزة الأخرى في الدولة حسب الاختصاص بحاجة لنشر هذه الثقافة وتنظيم مثل هذه الدورات وخاصة في أوقات العطل والإجازات، وبهذا يتم تجهيز كوادر مؤهلة وفي الوقت ذاته احتواء أوقات الكثير من شبابنا المتلهف والمتعطش لمثل هذه الدورات.
في حين نشاهد عندنا في الكثير من الحوادث التي حصلت مثل العواصف أو السيول التي شهدتها مناطق المملكة أو ما تشهده بعض المدن من نشاط بركاني وزلزالي هذه الأيام - نسأل الله أن يلطف بإخواننا هناك - لم أسمع ولعل غيري سمع - أن الدفاع المدني فتح باب التطوع لمن أراد ذلك، واجتمع بهم وشرح لهم آلية العمل ومن يعمل في المقدمة ومن يعمل في الخلف ومن يعمل في الإخلاء وكذلك الإيواء ....الخ
الملاحظ أنه وبعد حصول الكارثة نشاهد أهل الفزعات من \"النشامى\" يتسابقون مشكورين للنجدة بما يستطيعون وما يطيقون، ولكن بدون تنسيق وبدون تدريب، بينما البعض الآخر يقف مقتنيا جواله ومقتنصا صورا تاريخية لمآسي إخوانه المسلمين، وكأن قلوبهم قدت من حجر، ولعل ما حصل في مدينة حائل مؤخرا خير شاهد على ذلك.
قد يظن البعض أن التطوع في مثل هذه الأمور لا بد أن يكون من أشخاص ذوي خبرات وقدرات فائقة، في حين لا يعدو الأمر أن يكون ربما حتى مجرد إرشاد النازحين أو المشردين إلى أماكن الإيواء، حيث أن بعضهم لم يغادر منطقته منذ نشأ فيها، وليست لديه الخبرة بالطرق عدا طرق بلدته المنكوبة، فهذا باب، والأفكار في التطوع لا يمكن أن تقف عند حد، ومن طريف ذلك ما شاهدته وشاهده بعضكم من تطوع البعض في الزلزال الذي ضرب إيطاليا مؤخرا من تطوع البعض للبس ملابس المهرجين، والترفيه على الأطفال المنكوبين، ومحاولة تخفيف الأثر النفسي الذي تعرض له هؤلاء الأطفال.
الخلاصة: أرى أن ثقافة التطوع لدينا لازالت مرتبطة بمبادرات أجهزة الدولة، كما حصل في أزمة الخليج عندما أعلن عن فتح باب التطوع وتسابق العشرات للانخراط في صفوف المتطوعين والذين انتهى برنامج تأهيلهم بمجرد انتهاء الأزمة، ولم يتم الاستفادة منهم في مثل ما ذكرت من أعمال الإغاثة والإنقاذ فيما بعد، وما يزال الدفاع المدني أو الهلال الأحمر، أو الأجهزة الأخرى في الدولة حسب الاختصاص بحاجة لنشر هذه الثقافة وتنظيم مثل هذه الدورات وخاصة في أوقات العطل والإجازات، وبهذا يتم تجهيز كوادر مؤهلة وفي الوقت ذاته احتواء أوقات الكثير من شبابنا المتلهف والمتعطش لمثل هذه الدورات.
بقلم الأستاذ/ علي بن غالب الشهري