×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

د . أبو عرَّاد في مُرافعاتٍ على مقولات الشهر(1ـ3)

د . أبو عرَّاد في مُرافعاتٍ على مقولات الشهر
سجلها : محمد عداوي (1- 3)

المظاهرات مُجرد تنفيس عن المشاعر وتفاعلات آنية لا يعقبها فعل كبير ونافع ، ونجاح أوباما غير مُمكن نظرًا لوجود إدارة أمريكية تُسير وفق مُرادات وخطط لن يستطيع أن يتجاوزها أوباما ولا سواه . وعبارات كُتابنا أصبحت مُفخخةً بكلمات الحرب والتصدي بدلاً من التصحيح والتهذيب لأنها تعكس الحالة النفسية التي أصبحنا فيها وأننا في حالة تنمُّر . وفي وسط العناء نخشى أن يمتد الشر إلى آخر معاقلنا \" الأُسرة \" فيحل بها مخايل الجفاء الأُسري المُشاهد .
بهذه القناعات تقدَّم الدكتور صالح بن علي أبو عرَّاد الشهري( عميد كلية المعلمين السابق في أبها ، وأستاذ التربية الإسلامية المُشارك بجامعة الملك خالد في أبها ، والكاتب والباحث التربوي ) في تعليقاته على بعض المقولات التي سادت في الأيام الماضية . فإلى مُرافعات الدكتور الشهري :

( 1 ) ما يحدث في غزة عدوانٌ على الإسلام وأهله ، والموتى إن شاء الله شهداء ، والمُظاهرات في رأيي الشخصي لا تُحقق شيئًا من الأهداف المنشودة .
( عبد العزيز آل الشيخ ، مُفتي السعودية ) .

إن ما تعرضت له ( غزة العزة ) على مدى اثنين وعشرين يومًا من آلة الحرب الإسرائيلية الغاشمة الظالمة ليس مجرد عدوانٍ على الإسلام وأهله في غزة ؛ فهو عدوانٌ غاشم على كل معاني الإنسانية التي كانت قد بدأت بالحصار الشديد ، الذي لم ينجح فكان هذا العدوان الذي يحاولون من خلاله تحقيق ما عجزوا عن تحقيقه بالحصار ، ولكن يد الله تعمل في الخفاء وسينصر الله من ينصره ، وصدق الشاعر حين قال :
وما من شدةٍ إلا سيأتي لها من بعد شدتها رخاء
أما المظاهرات والمسيرات والاحتجاجات ونحوها فالحمد لله أولاً وآخرًا أنها ليست في بلادنا ، وأنها ليست ضمن ثقافتنا الاجتماعية ، فقد ثبت وتأكد لكل ذي لُبٍ وفهمٍ أنها وإن كانت مقبولةً في بعض المجتمعات ، للتعبير عن مشاعر معينة ؛ إلا إنها في حقيقتها لا تتجاوز ما يُعرف بردة الفعل الوقتية ، وثورة الغضب الآنية التي سُرعان ما تزول دون أن تترُك أثرًا أو تُحقق نتائج مُرضية . ولعل فيما رددته الألسن وارتفعت به الأكف وتناغمت به المنارات من الدعوات الصادقة في بيوت الله ، وما جادت به النفوس المؤمنة من تبرعاتٍ ومُساعدات وصدقات يُعطي دليلاً صادقًا وبرهانًا حاسمًا جازمًا على صدق المشاعر ونُصرة الإخوان في غزة العزة بالقول والعمل .

( 2 ) مُحللون يتوقعون نجاح أوباما في تصحيح خطايا بوش .
عنوان صحفي .

عجيبٌ جدًا هذا العنوان ، وأعجب منه أن يمُر على الأسماع والأبصار مرورًا عاديًا ؛ فإلى متى ونحن مخدوعون بما يقوله المُحللون ، وكأننا لا نعرف ولا نعي ولا نُدرك ما يجري من حولنا إلا بعد أن يتفضل السادة المحللون ببيانه لنا .
وإلى متى يُخدِّرُنا ويستغفلنا الإعلام بمثل هذا الخبر الذي لا يُسمن ولا يُغني من جوع ؟
وإذا كانت هناك قناعاتٌ بأن للرئيس الأمريكي السابق ( خطايا ) أو أخطاء ، فمن المسؤول عنها ؟ ولماذا لا يُحاسب عنها كما يُحاسب غيره عما يقترفه من أخطاء ؟!
أما التوقعات بنجاح أوباما فغير ممكنة ؛ لأن السياسات الأمريكية التي جاءت بأوباما تسير كما يعلم الجميع وفق خطط واستراتيجيات تقوم في أصلها على المصالح والمكاسب الاقتصادية والسياسية .
ولذلك فإنه يصدق في شأنها قول القائل : إنك لا تجني من الشوك العنب .
وقول الشاعر /
ولا ترجُ السماحة من بخيلٍ فما في النار للظمآن ماء

( 3 ) ثمة موجةٌ جديدة أو تسونامي من أفلام هوليود عن المحرقة النازية ؛ فلماذا كل هذه الأفلام ؟ وفي هذا الوقت تحديدًا ؟
جهاد الخازن

تأتي هذه الموجة من الأفلام لمحاولة استمرار التضليل الإعلامي المعروف ، ومحاولة كسب تعاطف الرأي العام العالمي مع القضية اليهودية المزعومة التي يروج لها اليهود منذ زمنٍ ليس باليسير . ثم هل نتوقع أن تبث وسائل الإعلام اليهودية الأصل في العالم ما يُخالف توجهات مالكيها من أعداء الله ، أو يكشف عوارهم ، أو يفضح مُخططاتهم ؟
إن السؤال الذي يفرض نفسه يقول : أين إعلامنا وقنواتنا الفضائية بالذات عن تقديم رؤيتها الصادرة عن منطلقات وهوية الأُمة والتي يمكن من خلالها مواجهة هذه الموجة الزائفة بموجاتٍ صادقةٍ وناطقة من البرامج والأفلام التوعوية والوثائقية ونحوها حتى يتم من خلالها كشف الخفايا ، وتصحيح المفاهيم ، وبيان الحقائق ، ولاسيما أن لكل فعلٍ ردُ فعلٍ مساوٍ له في القوة ومضادٍ له في الاتجاه .

( 4 ) أبرز ما نتمتع به في مجتمعنا رغم ما نُعانيه من سلبياتٍ هو تلك العلاقات الأُسرية الحميمة التي تربط بين أفراد الأُسرة الواحدة والمُستمدة من تعاليم الإسلام .
رشيد البيضاني - كاتب
.

نعم إن هذا النوع من العلاقات الأُسرية في مجتمعنا لا يزال موجودًا ونحن جميعًا نعيشه واقعًا ملموسًا ، فهو بذلك مصدر اعتزازٍ و فخرٍ وطمأنينةٍ ولله الحمد والشكر ، ولاسيما أن تلك العلاقات السامية تُعد أصولاً راسخةً وضرورةً لازمةً للحياة الطيبة الهانئة المُستقرة التي ينشدها كل إنسان في أي زمانٍ ومكان . ولكن هذا لا يعني أن نتغافل أو نتجاهل بعض الدلائل التي تُشير إلى أن هذه العلاقات أصبحت في بعض الأحيان هشةً وقابلةً للذوبان ، وغير قادرةٍ على الصمود أمام تحديات العصر وتغيرات الواقع ، التي تُنذر بتفشي ما يُمكن أن يُسمى بظاهرة الجفاء العاطفي بين أفراد الأُسرة ، وهي ظاهرةٌ سلبيةٌ لا تُحمد عُقباها ولا تؤمن نتائجها المؤسفة ، ونسأل الله تعالى أن يكفينا من كل شرٍ يُراد بنا .

هذه المرافعات نشرت في مجلة الرابطة الصادرة عن رابطة العالم الإسلامي

كتبها د. صالح بن علي أبو عراد الشهري
أستاذ التربية الإسلامية المُشارك بجامعة الملك خالد في أبها ،
كاتب وباحث تربوي
 0  0  3134