حياة خالية من العنف والكراهية
أجمع المهتمون الذين تناولوا بالدراسة والبحث ظاهرة العنف لدى المراهقين بأنه أصبح مظهراً خطيراً من حياتهم ومؤشراً يهدد ويعوق التواصل والمشاركة الايجابية وعقبة كبرى أمام تحقيق التوافق الشخصي والاجتماعي للمراهين. هذا هو مستخلص الدراسات التي وقف عليها وراجعها الدكتور عبدالله بن علي أبو عراد في أطروحته للدكتوراه من جامعة أم القرى، قسم علم النفس والموسومة ب : «فعالية الإرشاد الانتقائي في خفض مستوى سلوك العنف لدى المراهقين ١٤٢٩ه».
لا شك ان نشوء الشخصية المتسمة بالعنف يعزى في كثير من صورها إلى اغتراب الشخص عن مجتمعه، ما يدفعه إلى معاداته أو تعزى إلى وقائع سلبية عايشها الشخص أدت إلى ضعف تواصله مع مجتمعه. وهناك اعتبارات أخرى بالغة الأهمية تدور مداراتها حول التربية الأسرية والتنشئة والاحباطات ورفاق السوء، والظروف الاجتماعية المختلفة بيد ان التوافق الاجتماعي بين المجتمع والمراهقين على سبيل المثال، وإزالة الحواجز النفسية من خلال إعادة بناء جسور الثقة المتبادلة وتنمية المسؤولية الاجتماعية وفهم شخصية المراهق أمر في غاية الأهمية. وهنا وفي هذه المرحلة العمرية تأتي أهمية سكب الأمن الفكري في القلوب والعقول عبر وسائل التربية والتنشئة للحصول على الشخصية المتزنة المسؤولة البعيدة عن العنف نحو الآخرين، أو نحو الممتلكات أو نحو الذات، بحيث يصبح الشاب مصدر أمن لذاته وللآخرين لقول الرسول صلى الله عليه وسلم «المسلم من سلم الناس من لسانه ويده» رواه البخاري.
وإنني أوجه العناية إلى الاهتمام ببرامج الإرشاد النفسي في مراحل التعليم وخاصة في المرحلة الثانوية، كما لا ينبغي ان يغفل أهمية بيان منهج الإسلام في تقرير الأمن الفكري، وبيان الضرورات الخمس والأحكام الشرعية في المسائل الأمنية وإشاعة ثقافة التسامح والرفق لا ثقافة الكراهية والحقد والعنف والاهتمام بالبيئة الأسرية وأساليب التنشئة مع التركيز على المسؤولية الاجتماعية والشخصية لتكوين مجتمع خال من العنف والكراهية، مفعم بالأمن الفكري وحبذا لو تبنت جهة ما لقاء علمياً سعودياً متخصصاً لصياغة مدونة سلوك المسؤولية الاجتماعية والشخصية لتصبح هذه المدونة في حوزة كل أسرة على ثرى الوطن الغالي.. والله ولي التوفيق.
* أكاديمي بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية
صحيفة الرياض
الأربعاء 18 جمادي الأولى 1430هـ - 13 مايو 2009م - العدد 14933
لا شك ان نشوء الشخصية المتسمة بالعنف يعزى في كثير من صورها إلى اغتراب الشخص عن مجتمعه، ما يدفعه إلى معاداته أو تعزى إلى وقائع سلبية عايشها الشخص أدت إلى ضعف تواصله مع مجتمعه. وهناك اعتبارات أخرى بالغة الأهمية تدور مداراتها حول التربية الأسرية والتنشئة والاحباطات ورفاق السوء، والظروف الاجتماعية المختلفة بيد ان التوافق الاجتماعي بين المجتمع والمراهقين على سبيل المثال، وإزالة الحواجز النفسية من خلال إعادة بناء جسور الثقة المتبادلة وتنمية المسؤولية الاجتماعية وفهم شخصية المراهق أمر في غاية الأهمية. وهنا وفي هذه المرحلة العمرية تأتي أهمية سكب الأمن الفكري في القلوب والعقول عبر وسائل التربية والتنشئة للحصول على الشخصية المتزنة المسؤولة البعيدة عن العنف نحو الآخرين، أو نحو الممتلكات أو نحو الذات، بحيث يصبح الشاب مصدر أمن لذاته وللآخرين لقول الرسول صلى الله عليه وسلم «المسلم من سلم الناس من لسانه ويده» رواه البخاري.
وإنني أوجه العناية إلى الاهتمام ببرامج الإرشاد النفسي في مراحل التعليم وخاصة في المرحلة الثانوية، كما لا ينبغي ان يغفل أهمية بيان منهج الإسلام في تقرير الأمن الفكري، وبيان الضرورات الخمس والأحكام الشرعية في المسائل الأمنية وإشاعة ثقافة التسامح والرفق لا ثقافة الكراهية والحقد والعنف والاهتمام بالبيئة الأسرية وأساليب التنشئة مع التركيز على المسؤولية الاجتماعية والشخصية لتكوين مجتمع خال من العنف والكراهية، مفعم بالأمن الفكري وحبذا لو تبنت جهة ما لقاء علمياً سعودياً متخصصاً لصياغة مدونة سلوك المسؤولية الاجتماعية والشخصية لتصبح هذه المدونة في حوزة كل أسرة على ثرى الوطن الغالي.. والله ولي التوفيق.
* أكاديمي بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية
صحيفة الرياض
الأربعاء 18 جمادي الأولى 1430هـ - 13 مايو 2009م - العدد 14933