×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

حياك الله يا أخي ( فايز ) .. وأكثر من أمثالك .



حياك الله يا أخي ( فايز ) .. وأكثر من أمثالك .


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، أما بعد ؛

فمقالي اليوم سيكون من باب ( التجاوب ) مع الإخوة القراء الكرام ، والرد على تعليقاتهم الجادة التي تحظى بها بعض المقالات المنشورة في موقعنا الحبيب ، وحيث إنني قد اطلعتُ على التعليق الرائع الذي تفضل بتسطيره أحد أبناء تنومة الكرام ، وهو الأخ الفاضل / فايز بن مشرف ، على أحد المقالات التي تكرم الإخوة في الموقع بنشرها حول مستشفى تنومة ، فقد رأيتُ أن ذلك التعليق جديرٌ بما اشتمل عليه من ملحوظاتٍ ونقاطٍ لافتة للنظر أن نقف معها وقفاتٍ جادة ، ولاسيما أنها لم تأت من فراغ ، وإنما جاءت نتيجةً للعديد من المشاعر الحية المتطلعة إلى مستقبل تنومي أفضل ، ولاسيما في مجال الخدمات العامة التي لا تزال تنومة في حاجةٍ ماسةٍ ومُلحة لتوافرها حتى ينعم بها أبناء تنومة أسوةً بغيرهم من أبناء المناطق والمدن المجاورة .

وهنا أقول : إن ما طرحه الأخ ( فايز ) من رؤى وأفكارٍ ومقترحاتٍ تُعد من التساؤلات التي تتكرر عند الكثيرين من أبناء تنومة المخلصين الذين أقول لهم جميعًا :

بارك الله فيكم وحياكم ، وسدّد على طريق الحق والصواب خُطاكم ، ونفع بكم قولاً وعملاً ، ولا حرمنا وجود مثلكم وأمثالكم ، فما نحن إلاّ مُكملين لبعضنا في سعيناالمُشترك لتحقيق هذه الرؤى والأفكار والمقترحات التي تحتاج منا جميعًا أن نجتهد في تحويلها من مجرد أفكارٍ ومقترحاتٍ نظرية إلى أعمالٍ وتطبيقاتٍ فعلية في هذا الزمن المبارك الذي ننعُم فيه بقيادة خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة .

أما تحقيق ذلك فلا يمكن أن يكون بالآمال والأحلام ، وإنما ببذل الجهود الفردية والجماعية القائمة على حُسن التخطيط والتنفيذ ، والإكثار من المبادرات التي تقوم في أساسها على التعاون المُثمر والإيجابي بين أبناء تنومة أنفسهم من جهة ، والإخوة المسؤولين والعاملين في مختلف المرافق والجهات حكوميةً كانت أم أهلية .

أما مقترحاتي لتحقيق ما طرحه الأخ ( فايز ) من أفكار ومقترحات في الجانب الخدمي لتنومة فتتمثل في التالي :

= مطالبة المجلس البلدي ( وهم على استعدادٍ لذلك متى صدقت النوايا وتجاوب المواطن ) بعقد الجلسات والاجتماعات المتخصصة ك، أن يكون هناك اجتماع مُخصصٌ لرجال الأعمال ، وآخر للمتقاعدين المقيمين ، وثالث للعسكريين ، ورابع للعاملين في القطاع التعليمي ، وخامس للرياضيين ، وسادس للأطباء والعاملين في القطاع الصحي ، وسابع للعقاريين ، وثامن للمثقفين ، وتاسع للمزارعين ، وعاشر للصنائعيين ، وهكذا ... على أن يتم خلال كل اجتماع طرح القضايا التي يمكن أن تخدم أبناء تنومة ومستقبل تنومة ، وأن يكون هناك تدارسٌ للكيفيات التي يمكن من خلالها تطوير كل مرافق تنومة وتنميتها ، والعمل على استقطاب الجهات ذات الاختصاص للاستثمار فيها ، وتقديم التسهيلات الممكنة لهم كنوعٍ من التشجيع والدعم .

= التركيز في حواراتنا ولقاءاتنا واجتماعاتنا ( عامةً كانت أم خاصة ) على إلغاء ونبذ ومحاربة ( ثقافة التفرقة ) بين أبناء تنومة وقبائلها وقراها ، فجميعهم - ولله الحمد - يحملون الهوية السعودية ، وجميعهم يرتدون الزي الوطني ، وجميعهم ينتمون إلى ثرى هذا الوطن الغالي ، ومع ذلك فإن مما يؤسف له أن تُلاحظ بعض ملامح التفرقة البغيضة عند البعض تلميحًا أو تصريحًا ، وبخاصةٍ عند السفهاء والسُذج والعوام الذين تغلب كثرتهم حلم الحُلماء و رجاحة عقول العُقلاء ، فتكون النتيجة الخلاف والفُرقة والتشتت ، ومن ثم الضياع وفقدان الهوية ، وعدم نيل الحقوق الطبيعية ، فيخسر الجميع خسارةً فادحة .

= تحديد أقطاب ( القيادة التطويرية التنومية ) التي ينبغي أن تُمثل صوت المواطن في تنومة ، وأن تحرص على خدمة كل فرد ، وكل قرية ، وأن تجتهد في كل ما من شأنه خدمة أبناء تنومة وقراها ومرافقها دونما تفرقةٍ أو تحيزٍ أو نحو ذلك .

= وضع خطة عمل مرحلية منظمة لكيفية الطلبات ، وأولوية الاحتياجات شريطة أن يتولى إعدادها عددٌ من أبناء تنومة المخلصين الأكفاء ( وكلهم كذلك إن شاء الله ) ، ولكن هناك إخلاصٌ بحت ، وهناك إخلاصٌ مع معرفة وخبرة ودراية وكفاءة ، وهذا هو الأهم ، يُضاف إلى ذلك ضرورة التخلص من العشوائية ، والفوضوية ، والمطالبات الفردية التي لا شك أنها مُهمةٌ جدًا ؛ إلا أنها تعتمد على الحماس الوقتي ولا تحظى بالمتابعة والجدية .

= أن يتفق أبناء تنومة جميعًا على أن يكون سعيهم وجهدهم ، وقولهم وعملهم ، ومراجعاتهم ومطالباتهم ، وذهابهم وإيابهم ، لغرضٍ واحدٍ وهدفٍ رئيس هو خدمة أبناء تنومة وقُراها ، وأن يُحتسب كل فردٍ ذلك الجهد عند الله سبحانه ، وهذا يفرض علينا جميعًا أن نشكر لكل فردٍ جهده مهما كان يسيرًا ، وأن نحرص على أن نقول للمُحسن أحسنت ، وأن نقول للمخطئ أخطأت .

وبعد ؛ فإنني أتقدّم بخالص الشكر وعظيم التقدير لأخي / فايز ومن معه من الإخوان الذين نعتز ونفتخر بهم في كل مكان لحرصهم وغيرتهم ووطنيتهم التنومية ، ولأنهم كانوا سببًا في طرح مثل هذا الموضوع الذي أسهمتُ فيه بهذه الخواطر السريعة التي رأيت أن أجيب بها دعوة أخي فايز ، فلعل فيها النفع والفائدة ، والله تعالى أسأل التوفيق والسدّاد ، والهداية والرشاد ، والحمد لله رب العباد .

د / صالح بن علي أبو عرّاد
 0  0  3777