الفوضى الخلاقة
الفوضى الخلاقة... أم الشفافية الفكرية
في خضم التقلبات الحياتية المتوالية على كل الأصعدة ، و إثر حراك ثقافي _مرضي نوعا ما_ يشهده المسرح العربي بكله و قسمنا منه بحظه ، ومع الانتشار الأفقي للوعي و فشو المعرفة بغض النظر عن عمق تلك المعرفة أياً هو .
إلا أن البلد يشهد حراكاً كبيراً في مجالات عدة و طفرة مقبولة في القوى البشرية المثقفة إن صح التعبير .
و كان من النتاج الطبيعي لمثل ذلك تعدد المشارب المعلوماتية و الانفتاح المهول على المعرفة بجوانبها المختلفة ما بين جوانبَ سترها التاريخ قصداً أو لجهل المعاصر به ، و أخرى هي ربيبة ثقافات أخرى مختلفة و متنوعة.
بيد أن تلاطم الثقافات على شواطئ العلوم الواسعة مع قلة الخبرة و التزبزب قبل الحصرمة ، بالإضافة إلى ضعف النتاج في أصله ، و الفراغ الكبير السابق لمرحلة النقلة الحالية و الانزواء غير المبرر من بعض أكابر المثقفين من وجه والانكفاء من البعض الأخر من وجه آخر؛
كل ذلك ولّد لنا ما يسمى اليوم بـــ
ثقافة الفوضى الخلاقة.
نعم .. عُرف هذا المصطلح في الجانب السياسي الأمريكي بالنسبة لدول العالم الثالث و الشرق الأوسط على وجه الخصوص قبل سنوات قريبة ، الإ أن الفوضى الأنفة لها وجودها في الساحة الثقافية الضيقة من زاوية أخرى.
يمثلها اليوم صور مقيتة و ألوان ممجوجة مقحمة في حراكنا الحيوي الآني من الفوضى الفكرية باسم: الحوار، و الثقافة، و قبول الآخر، و القول المخالف ، و تعدد الحق ، و الخلاف الفقهي ، و تجديد فهم النص ، وثقافة الشارع ، و الحرية الشخصية ، و حقوق البشر والمرأة والطفل، و نظرية الاحتمالات ...إلى غير ذلك من الصور المتكاثرة التي مناطها المشاع الفوضى الخلاقة ..
إلا أن الحقيقة: أن ضعف الخطاب و قزامة من يحمله من وجه ،و سوء نوايا البعض ،مع مقاصد مبطنة من طوائف معينة من وجه موازٍ أثر سلباً على تلك "الخلاقة" فلم تنل من اسمها المضاف سوى المضاف مع سؤها عند التحقيق ابتداءً فكانت كما قيل حشفا و سوء كِلية.
فجُرّت القيمُ و الأعرافُ و المثلُ السامية ، بل ولا نبالغ إن قلنا حتى القطعيات جُرّت إلى دوامة قاتلة وارض مسبعة و قسمة ضيزا _غير عادلة الجناب_ تميل لقول واحد هو هجر القديم _أياً كان _ و نواله بأبخس الأثمان في حين أن المطالبة المؤدلجة للخروج الكلي على هيئة مرحلية عن سرادق الفكر الرباني و القومي الموروث تجري على قدم وساق .
قد لا يكون مستغرباً أن ينادي الباعة على بضاعتهم لنوالهم هم. لكن القاسي فعلاً و المشده المدهش في آن : أن يقف منادياً مماكاساً من لبس بزة الصوف و قلنسوة الفضل
هنا تعجب
هل طالت الفوضى أنصاف المتعلمين و أدعياء المعرفة في حين غرة !!
أم أنهم ركبوا الموجه رغبة في التجديف فحطمت زوارقهم وهم لا يشعرون...!!
لا ادري.
لكنني أجزم أنهم يستمتعون بما لا يعلمون وهنا الإشكال
و دمتم،،،