×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

ضاع أولادي بين» البلاك بيري» و»آي فون»



د. فايز بن عبدالله الشهري
هكذا ردّ الأب في شكوى مرّة وهو يستمع لصديقه المتذمّر من تخريب التقنية لهدوء بيته وكيف أن ابنه المراهق لا يكف عن احتضان جهاز "الآي باد" حتى وهو وسط الأسرة على وجبة الغداء (الموعد اليومي الوحيد الذي تلتقي فيه العائلة). وليس غريبا أن تسمع مثل هذه الشكاوى في مجالس ولقاءات وقد يفاجئك احدهم بسؤال في لقاء او مكالمة ويطلب رأيك العاجل هل يشتري لابنه أو ابنته "جهاز بلاك بيري" او "آي فون" وأيهما اقل تأثيرا على السلوك ، وتحتار بماذا ترد لانك لا تعرف وضع هذه الأسرة وعلاقاتها فيما بينها ولان الموضوع اكبر من سؤال عابر يحدده سعر الجهاز واكثر خطرا وربما اثرا من الحاح الشاب او الفتاة على الوالدين للحصول على هذه التقنيات الرائجة.

المشكلة مع هذين المنتجين وبرامجهما ليست في الطبيعة التقنية أو الخدمات ولكن في طريقة التوظيف والاستعمال من قبل بعض المستخدمين. وكلنا نتذكر كيف كانت ابرز مشكلات الانترنت مع بداياتها تكمن في ظهور بعض مدمني الاستخدام ثم ضعف تكرار هذا المصطلح مع ظهور تظهر الوسائط (النقالة) في ايدي وجيوب الرجال والنساء اينما حلّوا ورحلوا لتضيف مع مشكلات الادمان اشكالية "التوفر" الدائم ما ادى الى عدم قدرة بعض مستخدميها على ترك العبث بأزرار هذه الأجهزة في السيارات وفي الطرقات ووسط الحشود في الاسوق. بل انك تعجب وانت تبحث عن طريقك وسط الجموع النسائية في السوق حينما تصطدم بك سيدة (يبدو عليها الوقار) او فتاة استغرقها الكلام عبر لاقط جهاز (بلاك بيري او أي فون) وهو مركزة النظر في شاشته منقطعة عما حولها في دردشة نصية أو حوار مرئي مع شبح الكتروني في مكان ما.

ومشكلة (ميزة) خدمات "البلاك بيري" و"الأي فون" انها تقدم تطبيقات التواصل دون استخدام الرقم الهاتفي، اذ يمكن أن يتواصل الطرفان عبر (بي بي ام) "البلاك بري" او برامج "الأي فون" دون اثر قد تريد تتبعه حينما يكون هناك من قرر ان يوظف تقنية العصر في أذية الاطراف الأخرى التي تلقيها حظوظها العاثرة في متاهات برامج الحوارات ومجموعات التواصل. و على مستوى الأمن الوطني تتجدد الخشية مع كل خدمة اتصالية جديدة من امكانية استغلالها من قبل المجموعات الاجرامية لتتواصل مع عناصرها دون القدرة (المباشرة) على الرصد والتتبع من قبل المؤسسات المعنية.

ومن العجائب الشبابية السعودية ان تجد رقم التواصل عبر "البلاك بيري" معروضا على الزجاج الخلفي لسيارات بعض المراهقين وترى تائهين يجوبون بها الشوارع ما يدفعك للسؤال والتعجب مما يمكن أن ينشأ من علاقات غير طبيعية بين الشباب والفتيات في ظل هذا الرخص في قيمة العلاقة ووضاعة طرق تكوينها.


مسارات

قال ومضى: الفرق بين (الهدف) و(الأمنية) أنّك قد تقضي العمر كله وأنت (تتمنّى) في حين لا يتطلب تحقيق (الهدف) سوى سنوات قلائل من الكفاح.
 0  0  2750