سيدي النائب الثاني ووزير الداخلية : مدينتي تُسرَق
يُبّكر إلى مدارسهم طلاب وطالبات مدينتي الحالمة \"تنومة\" km120 شمال مدينة أبها ، والتي تزهو بين الجبال التي يكسو أعاليها الضباب ، وتنتشر بها الخضرة وأجواء الصفاء والبهجة المحفزة على السلوك التربوي ونهل العلم . وفي هذا العام وهذه الأيام بالتحديد أصبحوا يفاجئون بمدراء ومديرات مدارسهم يطلبون منهم الانتظار أو التنحي ، والعودة إلى زمن الكتاتيب ، حتى ينتهي المتخصصين الأمنيين من معاينة المكان ورفع البصمات من مدارسهم المسروقة . فأصبحت الوجوه البريئة تترقب قبل وصولها معاقل العلم هل ستلتقي بالمعلم أو المعلمة أم بالشرطي ، ويعلو محياها الحيرة والاستغراب والقلق حتى على كراريس الرسم وعُلب الألوان التي يضطرون لحملها في حقائبهم ؛ خوفاً من العابثين.
يتساءل طلاب وطالبات المدينة : لماذا تُسرق مدارسهم ويُعبث بها بهذا الشكل الواسع والمتكرر ؟ ومن المستفيد ؟ ولماذا تُستهدف دور العلم بشكل منظم في بلد نصنفه ولا زلنا في طليعة بلاد العالم استقرارً واستتباباً للأمن .
سيدي صاحب السمو الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية : لقد تعرضت منازل المدينة لعشرات من حالات السرقة في فترة تقل عن العامين ، وفي تحول أخير ومفاجئ في إستراتيجية العاقين والعابثين في هذه المدينة ، أصبح الاستهداف وبشكل واسع لمدارس البنين والبنات ، ففي مدارس البنين على سبيل المثال والبالغ عددها (23) مدرسة تعرضت لما يقارب (10) حالات سرقة في هذا العام الدراسي بعضها متكررة لثلاث مرات وبشكل منظم ، يثبت هذا الحالات محاضر مخفر الشرطة ومكتب التربية والتعليم ومدارس المدينة .
سيدي تعلمون لما لهذا الأمر من آثار اجتماعية ونفسية ومادية معّطلة لمسيرتنا التنموية، وإنني أناشدكم النظر في هذا الموضوع ، والعمل على الردع الحازم لكل مجرم وعابث ، كما عهدناكم دائماً صائناً للأمن ودرعاً وسنداً لكل أبناء وطننا الحبيب .
وأخيراً .. إنني أقّدر قراء\"سبق\" وأحترم عقولهم ولكنني فضلت هذا الطرح اعتقادا مني أن هذا الموضوع لا يلامس مدينة صغيرة في أطراف البلاد ، بل يمثل نموذجاً ويلامس كل منزل أو مؤسسة عامة أو خاصة ، يلزم من خلالها الشفافية والصراحة دون مجاملة ، والتعاون بين جميع الأفراد والمؤسسات في سبيل صون وبناء أرض الرسالات ومملكة الإنسانية .